توجه عدد كبير من الأهالي في مدينة إدلب والمناطق القريبة منها إلى جامع شعيب لاستقبال أقربائهم الذين أفرج تم الافراج عنهم ضمن صفقة الفوعة وكفريا التي جرت بين إيران وهيئة تحرير الشام.
معظم العائلات التي جاءت إلى جامع شعيب أتت للسؤال عن المعتقلين القدماء الذين ما زالوا معتقلين في سجون النظام.
لم يكن أغلب الذين أفرج عنهم من المعتقلين القدماء بل كان من بينهم أشخاص اعتقلوا منذ بضعة أشهر فقط من مختلف مناطق النظام، ومنهم من أفرج عنهم لأنهم مرضى وهذا سبب غضباً عند معظم الأهالي الذين جاؤوا آملين أن يشاهدوا أقرباءهم المعتقلين القدماء قد أفرج عنهم؟
أجرت صحيفة حبر الأسبوعية عددًا من القاءات مع بعض الذين أُفرج عنهم ومع بعض الأهالي الذين جاؤوا للسؤال عن أقربائهم الذين ما زالوا معتقلين.
أم إبراهيم من أريحا: “جئت إلى هنا للسؤال عن ابني المعتقل منذ عام 2012 ليس معي صورة له لأن بيتي احترق واحترقت فيه جميع الصور والأوراق، هو من مواليد عام 1993 اعتقل من حاجز أريحا ولم أعرف عنه شيء إلى اليوم، قيل لي قد يكون في الفرع 215 فقط دون إثبات، لكن معي له صورة عندما كان صغيرًا في الموبايل لكن معالمه قد تغيرت، الآن سألت هنا عنه وقيل لي المفرج عنهم هنا كانوا معتقلين منذ سنتين وأقل، وابنك ليس بينهم”.
أم عمر مهجَّرة من جوبر مقيمة في إدلب: “جئت للبحث والسؤال عن زوجي وابني المعتقلين في سجون النظام إن كانوا ضمن الذين أفرج عنهم في هذه الصفقة، كان ابني عبد الله يرسل لي سلامات مع بعض المفرج عنهم عندما كان في سجن المزة في الشام، وكان زوجي في فرع أمن الدولة، أنا الآن أسأل جميع المفرج عنهم إن كانوا قد رأوهم من جديد وهل هم أحياء، اعتقلهم النظام عندما كانوا في البيت نائمين”.
أبو خلف من تدمر أحد الذين أفرج عنهم: “خرجت ضمن صفقة التبادل ولا أعرف لماذا، كنت أرعى الأغنام عندما جاء عناصر النظام وألقوا القبض علي ووضعوني في السجن مدة أربعة أشهر ثم أخرجوني اليوم وأنا الآن في إدلب لا أعرف لماذا؟”
يقول أيسر عبيدات من الكسوة: “أمضيت سنتين في سجون النظام، واليوم خرجت ضمن صفقة التبادل، اعتقلت بتهمة الإرهاب عند نقطة المصنع من قبل الهجرة والجوازات عندما كنت عائداً من لبنان إلى سورية لأنني كنت أعمل بالبلاط منذ سبع سنوات في لبنان، وبعدها حولوني إلى فرع أمن الدولة، كانت معاملتهم سيئة جداً، أمضيت 20 يومًا من الضرب والإهانة والكلمات البذيئة أثناء التحقيق، كان الطعام قليلاً جداً، ثم حولوني إلى سجن عدرا في الشام.
لا يستطيع أي محامٍ إخراج أي معتقل من السجن إلا بطريقة واحدة فقط وهي دفع كثير من المال لبعض القضاة ويتم الإفراج مهما كانت التهمة.
يعلم المحققون أننا أبرياء لكن النظام يعتقل الناس الأبرياء من أجل المبادلة مع الفصائل الثورية، وهناك أشخاص اعتقلوا منذ بضعة أشهر والآن أفرج عنهم، عندما تمت صفقة التبادل أصبح النظام يعتقل الناس ويضعهم في السجن، فالسجناء القدامى لم يخرجوهم، إنما أخرجوا المعتقلين الجدد، وهناك معتقلون أخرجهم النظام بعد اعتقال دام خمسة أعوام أو ستة إخلاء سبيل لأن محكوميتهم انتهت.
قبل خروجنا من السجن بَصَّمونا على أوراق لا نعرف ماذا كتب فيها، ثم أعادونا إلى فرع أمن الدولة وقالوا لنا سوف يقابلكم المحافظ في صالة الفيحاء وبعدها سوف نوصلكم بالباصات إلى بيوتكم لكننا لم نقابل أحد وكان معنا باص فيه 50 امرأة تم الإفراج عنهم أيضاً، ثم أتوا بنا إلى ريف حلب الجنوبي، ثم أتينا إلى إدلب ولا نعرف لماذا، الآن سوف اتصل مع أهلي في الكسوة لأقول لهم لن أعود إلى مناطق النظام بل سأذهب إلى تركيا لأنني إذا عدت إلى النظام قد يعتقلني مرة أخرى”.
لكن لماذا لم يشترط المفاوضون على النظام إخراج القدماء من المعتقلين وإخراج جميع النساء والأطفال والشيوخ في سجون النظام؟!