عيسى الحربي | صحيفة سبق
تساءل الإعلامي المتخصص في الشأن الاقتصادي عطالله الشمري، عن سبب مجانية أشهر المواقع والتطبيقات مثل “قوقل” و”فيسبوك” وأيضاً المنصة الشهيرة “تويتر”؛ مشيراً إلى أنه في الربع الأخير من العام الماضي، أشيعت عدة أخبار عن اختراق مجموعة من القراصنة “الهكرز” لمراسلات 120 مليون مستخدم لفيسبوك، ونشر قراصنة 81 ألف محادثة خاصة من حسابات مستخدمي “فيسبوك”.
وقال: تأتي هذه الاختراقات لجزء من مستخدمي الموقع الاجتماعي العالمي الذين وصل عدد الناشطين منهم يومياً إلى 1.52 مليار شخص في الربع الرابع من 2018، ووفقاً لتقديرات “فيسبوك”؛ فإن 2.7 مليار شخص في العالم يستخدمون أحد تطبيقاتها (فيسبوك، أو إنستقرام، أو واتساب، أو ماسنجر).
وأضاف: أما بالنسبة لقوقل فقد قدمت الشركة العالمية لمستخدمي الإنترنت محركاً مجانياً للبحث، وتوالت خدماتها إلى اليوتيوب، وإنشاء بريد إلكتروني منافس للهوتميل هو GMAIL الذي تجاوز مستخدموه المليار، ومتصفح كروم، وخرائط قوقل التي يستخدمها الأفراد وكذلك الشركات.
وقال “الشمري”: لن أطيل عليكم في سرد مواقع التواصل الاجتماعي وأرقامها؛ ولكنني سأذكر “قوقل” على وجه التحديد، والذي استطاع تقديم سلسلة خدمات مهمة ومجانية لجميع المستخدمين؛ لكنها في الحقيقة كفيسبوك وتويتر وغيرها تستفيد من معلومات المستخدمين.. فكيف؟.
وأجاب: أي مكان تذهب له أو فيديو تفتحه على اليوتيوب، وكل كلمة تبحث عنها في قوقل عبر هاتفك الذكي أو الحاسوب؛ تعبر عن سلوكك؛ فإذا كنت تبحث عن شراء ملابس من الإنترنت؛ فإن قوقل يحفظ عنك ذلك ويعرف ميولك والأشياء التي تحبها؛ فيُظهر لك الإعلانات التي تتوافق مع اهتمامك، وإذا كنت تريدين أن تشتري أدوات تجميل؛ فإنك تتفاجئين بأن قوقل يُظهر لك الإعلانات من الماركات والمواقع التي تبيع منتجات التجميل عند تصفحك لأي موقع أو فتح تطبيقات معينة؛ فتجدين تلك الإعلانات على يمين ويسار الشاشة.
وأكمل: إذا ما أخذنا مثالاً بسيطاً لأرباح شركة “ألفابيت” مالكة قوقل في فترة زمنية معينة؛ نجدها مثلاً حققت في الربع الثاني من 2018 فقط إيرادات بقيمة 32.66 مليار دولار؛ 86% منها أتى من نشاط الإعلانات على قوقل.
وختم المتخصص في الشأن الاقتصادي عطالله الشمري، حديثه بقوله: إذاً قوقل وفيسبوك تعرف سلوكك والكلمات التي تبحث عنها والمواقع التي تذهب لها، ويظهرون لك الإعلانات المناسبة؛ وبذلك هم يخدمون المعلنين ويكسبون الأموال أكثر من أي شركة إعلانات أو شبكة وسائل إعلام تقليدية؛ فضلاً عن بيع تلك المعلومات لجهات معينة بمقابل وبما ينتهك خصوصيتك.
واختتم: لذلك هناك إجراءات للحفاظ على الخصوصية ولو بالحد الأدنى؛ وذلك بضبط إعدادات مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي وإعدادات التطبيقات (قوقل، وفيسبوك، وتويتر، وغيرها)؛ وخاصة إيقاف خاصيات السماح لتلك التطبيقات من استخدام الموقع والمايكروفون أو جهات الاتصال لديك، ويمكن البحث عن تلك الإجراءات والإعدادات في الإنترنت ويمكن استخدام قوقل للحصول عليها.