محمد ضياء الأرمنازي
أقامت مديرية الصحة في مدينة إدلب مؤتمرا صحفيا لمدير الصحة الدكتور منذر خليل بعد استهداف نظام الأسد السلاح الكيماوي من جديد:
يوم الاثنين 3/4/2017 تم استهداف بلدة اللطامنة بريف حماه من قبل الطيران المروحي بغاز الكلور السام مما أدى إلى إصابة 22 شخص، وقد استهدف بنفس اليوم أيضاً بلدة الهبيط مما أدى إلى إصابة 17 شخص بنفس نوع الغاز، وفي صباح يوم الثلاثاء 4/4/2017 استهدفت مدينة خان شيخون أيضاً بعدة غارات من الطيران الحربي، وقد استخدم فيها غاز الكلور والسارين، وقد أدت إلى سقوط 50 شهيد وأكثر من 300 مصاب.
الآن معظم مشافي مدينة إدلب تغص بالمصابين، نتيجة هذه الاستهداف، وأعداد الشهداء مرشحة للزيادة بشكل مستمر، لأن الكثير من المصابين بوضع حرج، وأيضاً نتيجة نقص الأدوية المتوافرة لعلاج مثل هذه الحالات، ونقص المعدات اللازمة، مثل الأقنعة الواقية والبدلات وما شابه ذلك، وكنا قد ناشدنا أكثر من مرة خلال الفترة الماضية المنظمات الدولية ومنظمة الصحة العالمية، بتزويدنا بالأدوية والمعدات اللازمة، لكن حتى هذه اللحظة معظم الإجابات ضعيفة جداً.
الرسالة واضحة من قبل نظام الأسد، أنه يريد قتل كل أشكال الحياة في المناطق المحررة، ولعل رسالة الكوادر الطبية تقول له نحن مصرون على إعادة الحياة بين ثنايا الموت.
وقد أجاب مدير الصحة على بعض الأسئلة التي طرحها بعض الإعلاميين في نهاية المؤتمر.
س: هل الشافي في مدينة إدلب قادرة على استقبال هذا العدد الكبير من الإصابات؟
ج: مع الأسف البارحة كان النظام في تحضير مبيت لمجزرة الكيماوي، قام بقصف المشفى الوطني في معرة النعمان مساء بثلاث غارات جوية مما أدى إلى خروجه عن الخدمة، يذكر أن مشفى معرة النعمان هو المشفى الرئيسي الذي يخدم منطقة ريف إدلب الجنوبي، وريف حماة الشمالي، وكان عدد المستفيدين من هذا المشفى أكثر من ثلاثين ألف شخص شهريا، وبالتالي حتى الخدمات الطبية في منطقة ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي سيعانون نتيجة خروج هذا المشفى عن الخدمة، وخروج الحواضن والغواصات ومركز غسيل الكلية أيضاً وحتى الإسعافات العادية، والآن نحن نعاني من مشكلة كبيرة، ولا يوجد عندنا القدرة الحقيقية على استيعاب هذا الكم الهائل والعدد الكبيرة من الإصابات بالكيماوي، وفي ظل عدم وجود استعدادات، لا يوجد عندنا مراكز خاصة لمعالجة حالات الإصابة بالكيماوي، وكما هو معلوم يجب أن يكون هناك نوع من الخيم الخاصة والألبسة والأقنعة الواقية.
يتم التعامل مع الحالات الموجودة من خلال الإمكانات الموجودة حيث نقوم بالبداية بنزع ملابس المصاب ثم نقوم بغسله بالماء وإعطائه بعض الأدوية الإسعافية مثل التروبين والأكسجين، بعض المصابين يتم نقلهم إلى العنايات المشددة ضمن المشافي الموجود، والآن لا يوجد أي سرير شاغر في العناية المشددة، تم تحويل بعض الحالات إلى الجانب التركي لمعالجتهم هناك، وردني الآن اتصال بأن المشافي التركية سوف تسمح بدخول بعض الحالات للعلاج في مشافيها.
س: قلتم أن هناك نقص في الأدوات والأدوية عند الكوادر الطبية، السؤال لماذا لم يكن عندكم خطة طوارئ لمثل هذه الحالات؟
ج: تم وضع خطة في حال استخدم السلاح الكيماوي من يوم مجزرة الغوطة وتم إنشاء 14 خيمة في محافظة إدلب آن ذلك، وتم تزويدها ببعض الأدوية، لكن مع ما أشيع عن منع النظام من إعادة استخدام السلاح الكيماوي، وسحب بعض الأسلحة الكيماوية من قبل المنظومة الدولية، تم إهمال هذا الملف من قبل معظم الجهات الدولية من بينهم منظمة الصحة العالمية، ولم يتم تحديث وإعادة تهيئة ما تم إنشاءه سابقاً من خيم وتجهيزات وأدوية، ونتيجة توقف الملف خلال الفترات الماضية، الآن نحن محتاجين إلى إعادة تفعيل خيم للكيماوي وتأمين كل الأدوية اللازمة وإعادة تأهيلها بشكل مستمر لأنه يبدو أن النظام لن يتوقف عن استخدام هذه الأسلحة الكيماوية طالما أن المعركة مستمرة.
لم تعد تسمية “أسلحة محرمة دولياً” تنطبق على السلاح الكيماوي الموجود بحوزة نظام الأسد لأننا تعودنا على برود تعامل الأمم المتحدة مع هذه الجرائم لأن الضحية هو الشعب السوري.