قال رئيس هيئة التفاوض (نصر الحريري): “إن جهود الدولة التركية والجيش الوطني نجحت في جعل الهدنة في إدلب هي الأطول منذ تسع سنوات.” ووصف الصراع بين عائلة النظام بالمتخبط.
وأضاف خلال مقابلة أجرتها الأناضول أن “ما جرى في إدلب مهم جدًا؛ لأنه حفظ حياة ملايين الناس في المنطقة، وبمراجعة لقرارات مجلس الأمن، فكلها تحدثت عن وقف إطلاق نار شامل يهيئ للحل في سورية.”
وعن العملية الانتقالية أشار: “اليوم لا يمكن فصل المسار الميداني عن المسار السياسي، خصوصًا أن النظام وحلفاءه ما يزالون يعولون على الحل العسكري، كحل وحيد في مقاربة المسألة السورية، وتوقف النظام مرغمًا كان له دور كبير بإرسال رسالة للجميع بأنه لا مناص من العملية السياسية، والدافع الوحيد الذي ربما يجلب النظام وحلفاءه لطاولة المفاوضات هو ما جرى من ترتيب على الأرض في إدلب”.
كما وصف الوضع في إدلب، بقوله: “هذا أطول اتفاق وقف إطلاق نار يطول خلال السنوات التسع الماضية، لماذا؟ لأن هناك جدية أكبر من الجيش الوطني، ومن تركيا الدولة الجارة والصديقة، التي تجمعنا معها القواسم المشتركة، عندما دخلت بصدام مباشر مع النظام”.
وأردف: “وبالتالي العملية العسكرية شمال غرب سورية اليوم يحسب لها الأطراف ألف حساب، خاصة أن المجتمع الدولي ساند العمليات الشرعية التي يقوم بها الجيش الوطني وتركيا، لعدد كبير من المحددات، منها دوافع عسكرية وإنسانية وسياسية أيضًا لأنه لا يوجد حل عسكري ولا بد من حل سياسي”.
وعن إمكانية نقض الاتفاق من النظام قال: “النظام وحلفاؤه وخاصة إيران ليس لهم مصلحة في وقف إطلاق النار؛ لذلك سيسعون لتخريب الاتفاق بأي شكل، باتخاذ الإرهاب ذريعة كما السنوات الماضية، والخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار”.
ونوه إلى خطر محدق، بقوله: ” عندما تفشل إيران والنظام يبدؤون العمل العسكري بدون أي رادع، بسبب غياب ردود الفعل الدولية الحقيقية، ومحور سراقب به حشود توحي بالاستعداد لعملية عسكرية بالمنطقة، وهذا الأمر يستدعي الرد وفتح معارك عسكرية.”
وعن خلافات مخلوف والأسد قال (الحريري): “هذا المطر من هذا السحاب، ما زرعه النظام بدأت آثاره تظهر بعد أن قتل وعذب وشرد أكثر من نصف الشعب السوري، فبدأ ينقلب على جماعته؛ لأنه يعيش وضعًا اقتصاديًا صعبًا، واستجلب ميليشيات ومرتزقة تخرب بسورية، والأسلحة التي جاءت لقتل الشعب كانت بفواتير راكمت مليارات الدولارات من الديون، ورسالة مخلوف خطيرة، وهو من الحلقة الضيقة للنظام، وهذا يظهر أن هناك صراع بين أركان النظام، ويريدون أموالاً لدفع الديون، وسيتسلطون على الشعب ورجال الأعمال الرافضين للدعم، وربما هذه الواجهات الاقتصادية قد نفذ رصيدها وبدأ النظام يبحث عن طبقة جديدة تغطي على عجزه والتهرب من العقوبات.”
وختم (الحريري) بالقول: “هذا يجب أن يكون رسالة للسوريين بأن النظام لن ينفع لا الموالين ولا المعارضة، وهو يمص دماء مواليه، وستزداد معاناة الشعب، وتأتي الرسالة بأن لا خيار للسوريين سوى التخلص من هذه الأذرع، وبناء دستور وعقد اجتماعي جديد، عبر سلطة حكم انتقالي، ودستور يعبر عن كل السوريين، وصفحة جديدة عبر كل المكونات، وما تطلبه قوى الثورة، هو ما يطلبه الشعب السوري”.