فاطمة حاج موسى |
رغبةً منهم بالتغيير والوصول بالأجيال نحو القمة حتى يسمو الوطن بأبنائه، وسعيًا منهم لإعداد كادر تدريب نسائي بشتى المجالات، جاءت فكرة مبادرة “هِمة لصناعة المدرب المحترف” التي تهدف لإعداد فريق عمل متكامل من المدربين والمدربات للمساهمة بتغيير المجتمع وتلبية احتياجاته.
بدأت مبادرة هِمة التطوعية المجتمعية عملها بشكل فعلي في 11\1\2018م ، من قِبل فريق يضم مجموعة شُبان هم: (محمد شتات، وسامر حاج موسى، ونبيل بربور، وعبد الله شتات، وإبراهيم غندورة) في البداية عرض الفريق فكرة المبادرة شفهياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة أريحا جنوب محافظة إدلب، ودعوا فيها الأشخاص المهتمين للتسجيل، ثم صمم الفريق موقعاً خاصاً بالمبادرة وبريداً إلكترونياً للتواصل، ووضعوا خطة كاملة لتحقيق الأهداف، ثم أقاموا مؤتمرًا تأسيسيًا للمبادرة حضره الأشخاص الذين أرادوا التدريب والانضمام للفريق، وعرض المؤتمر فكرة المبادرة بشكل تفصيلي.
وبعد ذلك قُسمت المبادرة إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى هي إعداد مدربين و مدربات، وإخضاعهم لمجموعة تدريبات مهمة (فن تسويق الذات، ToT، مهارات التواصل، فن الإلقاء الاحترافي، مهارات كمبيوتر خاصة بالمدربين)، أما المرحلة الثانية فكانت التواصل مع مدربين محترفين لتدريب المدربين الجدد، وبعد مُضي شهرين على تدريبهم خرجوا مع المدربين الذين دربوهم كمساعدين لهم حتى يتمكنوا من التدريب أكثر، ولِكسر رهبة الخوف من الوقوف أمام المتدربين، وكانت المرحلة الثالثة هي الإعلان عن تدريبات فيزيائية على الأرض للمدربين الجدد، بدأوا بداية هذا الشهر الحالي بالتدريب والعمل على وضع خطة تدريبية، حيث وُزع العمل على أعضاء الفريق، وتم اختيار منسقة خاصة للتدريبات النسائية.
وبحسب قول المهندس (محمد خالد شتات) رئيس مجلس الإدارة ومدرب محترف لبرامج الحاسوب بمبادرة هِمة: “عدد فريق همة ٣٢ شخصاً يعمل خمسة منهم إداريين، ولدينا ١٦ مدربة، و١١ مدرباً جديدًا، بدأنا بعدد كبير حوالي خمسين متدرباً وبقي فقط من أراد الوصول واستطاع أن يتجاوز التحديات، وحاليًا يقفون جميعهم أمام المتدربين كتحدٍ لإثبات ذاتهم.”
وحول أماكن التدريب أضاف (شتات): ” استُضيفت المبادرة بمراكز التدريب الموجودة في مدينة أريحا، ولا يوجد مكتب خاص لها. استقبلنا بالمرحلة الأولى مركز (ارتقاء) وبالمرحلة الثانية كانت الاستضافة بمراكز متنوعة، أما المرحلة الثالثة بدأنا بمركز (آفاق) وحاليا ً بمركز (بيت الحكمة).”
وأشار (شتات) إلى وجود أفكار لتوسيع نطاق عمل المبادرة بعدة مناطق بالشمال السوري المحرر بعد تواصل عدة مراكز تدريب بمناطق مختلفة وإعجابهم بالفكرة واستعدادهم لاستضافتها وتطبيقها.
وذكر (شتات) مجموعة أفكار جديدة سيتم العمل عليها لإنشاء مركز خاص بمبادرة (هِمة) حتى يستكملوا ما بنوه؛ وإنشاء منصة إلكترونية تدريبية تعليمية باسم “هِمة” تحتوي على موادهم التدريبة بمختلف المجالات وإتاحتها للجميع مجاناً مع إمكانية انضمام مدربين ومدربات جدد من كافة المناطق. وختم حديثه قائلاً: “هدفنا الأساس نهضة الأمة بالعلم للوصول إلى القمة؛ لأن علو الهِمة يكون بارتقاء المُهمة”.
المدربة (ريم زقزاق) أبدت سعادتها وإعجابها بالمبادرة وقالت: “أحببت المشاركة بالمبادرة لتحقيق الوصول، وتجاوزنا الصعوبات التي كان أشدها ضيق الوقت وكثافة المعلومات، لكن بمساعدة وتعاون المدربين معنا نهضنا ووصلنا إلى بداية الطريق.”
المُدربة (ريم) ذكرت لنا التدريبات التي خضعت لها والتي تقوم بتدريبها: “خضعت لمجموعة تدريبات كفن تسويق الذات، ومهارات الإلقاء، وإعداد مدرب محترف وToT ومهارات كمبيوتر.” وتُدرب حالياً في (لغة الجسد) وتُحضر حقيبة أخرى لتدريب (الإسعافات النفسية الأولية) وختمت أنها راضية عن المستوى الذي وصلت إليه وتطمح للأفضل.
التقينا المتدربين بعد تدريب (لغة الجسد) ولاحظنا تفاعلهم مع المدربة؛ لأنهم أحبوا فكرة التدريب الجديدة وأهميتها، فمعظم الناس لا يهتمون بلغة الجسد رغم أنها مهمة تساعد الفرد على معرفة الشخصيات التي نعرفها أو نقابلها بشكل يومي.