محمد ضياء أرمنازي |
لم يعد يخفى على أحد حال الفقر للآلاف من أرباب الأسر الذين جلسوا حائرين يائسين في مخيماتهم أو بيوتهم المستأجرة، فما هو الحل لهذه المشكلة الخطيرة؟ وهل يوجد حلول ولو جزئية للتخفيف من هذه الظاهرة؟
قامت منظمة بنفسج بالتعاون مع المجلس المحلي في مدينة سراقب بتنفيذ مشروع (النقد مقابل العمل) الذي يشمل أعمالاً خدمية كتنظيف الأراضي الزراعية والطرق، وصيانة وترميم المرافق العامة، وقطاف الزيتون وتقليم الأشجار.
(محمد خطيب) مدير مشروع النقد مقابل العمل في سراقب يقول:
“مشروع النقد مقابل العمل هو جهود مؤقتة قصيرة الأجل، تنفذ في سياق التعافي المبكر وفي حالات الطوارئ المعقدة، حيث يستفيد العمال من المشروع، ويتلقون تعويضات نقدية عن الجهد المبذول.”
ما عدد المشاريع التي تم تنفيذها؟
” أول انطلاق لمشاريع النقد مقابل العمل هو بناء القدرة على الصمود للمجتمع السوري في حزيران عام 2017 حيث بلغ عدد المشاريع المنفذة 36 مشروعا عبر إشراك 1330 مستفيد حتى نهاية تشرين الأول 2017.
المشاريع نفذت في المناطق التالية:
(حيش، وكفر سجنة، ومعرة النعمان، ومعرشورين، وتل منس، ومعرة مصرين، ورام حمدان، وكتيان وزرناد).”
لماذا اختيرت هذه المناطق بالذات دون باقي المناطق؟
“الاختيار للمناطق يتم بحسب التقييم والاحتياج للمنطقة، لذلك يقوم المهندسون باختيار المشاريع الأكثر أولوية بناءً على إمكانيات المنظمة المتاحة بعد تقديم دراسة مفصلة مع مراعاة الأمور التالية:
1- أن يكون المشروع موائما لحل مشاكل المجتمع.
2- ألا يكون هناك تكرار بالمشروع مع مبادرات أخرى.
3- التركيز على اليد العاملة وعلى عدد المشاركين الذين يمكن إدماجهم بالمشروع.
4- الجدوى التقنية يجب أن تتوفر لدى المنظمة المنفذة.
5- اعتبارات ملكية الأرض التي سيتم التنفيذ عليها.
6- إمكانيات المجتمع والجهة المنفذة.
7- الأمن والسلامة.
9- أن تحقق منفعة طويلة الأمد لقطاع كبير من المجتمع.
10- اعتبارات عدم الإضرار، ولاسيما فيما يتعلق بالانسجام الاجتماعي.”
ما الهدف من هذه المشاريع؟
الهدف العام هو تحسين القدرة الشرائية للمستفيدين في الأجل القصير، وفي الوقت نفسه إنتاج الخدمات العامة، وتحسين الأصول والموارد العامة لصالح المجتمع، وتضخ المشاريع مصاريف التنمية في الاقتصاد، وتحفز الشركات المحلية والأسواق المحلية عبر الشراء المحلي للمواد الخام والمعدات والآلات المستخدمة في الأعمال.”
هل يوجد تعاون بينكم وبين باقي المنظمات والجمعيات في هذا المجال؟
“يوجد تعاون بيننا وبين معظم الجمعيات الخيرية والمجتمعية والجهات التي تهتم بالتنمية وتطوير عمل الشباب وخصوصا الطبقة الفقيرة، كما نقوم بالتنسيق مع منظمة شفق لتقديم تدريب حماية من مخلفات الحرب، وتدريبات أمن وسلامة، وسنقدمها للمستفيدين خلال فترة عمل المشروع”.
يضيف (بشار حلاج) مهندس مشروع في منظمة بنفسج: “العمالة في مشاريع cfw هي عمالة موظفة بعقد مدته 3 أشهر بهدف تشغيل أكبر قدر ممكن من اليد العاملة وإعادة دمجهم بالمجتمع من جديد.
العقد يُعلن عنه عن طريق كافة وسائل التواصل الاجتماعي، ويختلف المبلغ المدفوع كأجر بحسب المنظمة الداعمة في كل مشروع، ويوجد نوعان من العمال:
الأول: مشرفون، والأجر 140 دولار في الشهر
الثاني: عمال، والأجر 100 دولار في الشهر.
يوجد عندنا خطة لتأهيل معظم المرافق العامة، لكن قلة الدعم يقف عائقاً أمام استكمال بعض المشاريع”.
نحن بحاجة لمثل هذه المشاريع ولو كانت صغيرة مبدئياً؛ لأنَّها تساعد على التخفيف من البطالة، لكن لماذا لا تقوم باقي الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالعمل على مثل هذه المشاريع، أو العمل على مشاريع إنتاجية لتشغيل أكبر عدد من العاطلين، أو مشاريع بناء مساكن طابقية في مناطق محددة على سبيل المثال لإيواء عدد من العائلات المهجرة؟