ارتقى ثلاثة شهداء منذ أيام في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية وذلك إثر شن الطيران الحربي 6 غارات جوية محملة بصواريخ شديدة التدمير على الأحياء السكنية في البلدة.
ويأتي هذا في تصعيدٍ عنيف من قبل قوات الأسد على الغوطة الشرقية حيث ارتكبت قوات الأسد مجزرتين في كل من بلدة مديرة ومدينة دوما راح ضحيتهما 9 مدنيين في مديرة و5 في مدينة دوما، بالإضافة لارتقاء 3 مدنيين في مسرابا واثنين في مدينة عربين فضلا عن عشرات الإصابات من بينهم أطفال ونساء لا يستثنيهم القصف.
كما شهدت الأيام الماضية ارتقاء 27 شخص في عموم مدن وبدات الغوطة الشرقية كان منهم مجزرتين أيضا في كل من مسرابا – 11 شهيد – و مديرة – 7 شهداء – ومن بينهم أطفال ونساء.
هذا وانتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لأرغفة الخبز ملطخة بالدماء كانت في أحد أسواق مدينة دوما ليعلق عليها ناشطون بقولهم ” المعنى الحقيقي للقمة مغمسة بالدم “
فيما انتشرت صورة أخرى لبائع خضار مرمى على الأرض شهيداً وبجانبه الخضراوات متناثرة هنا وهناك، لتعبر الصورة وصور أخرى انتشرت كثيرة عن مدى استهداف نظام الأسد للمدنيين في قصفه، لا الإرهابيين والمسلحين كما يزعم في إعلامه، حيث يستهدفهم في أماكن تجمعاتهم من أسواق شعبية كما في سوق دوما وسوق مسرابا وأحياء سكنية في المدن والبلدات.
كما بث الدفاع المدني في ريف دمشق مقاطع فيديو عبر حساباته الرسمية تظهر إخلاء الجرحى والمصابين جراء القصف الذي تتعرض له الغوطة بشتى أنواع الأسلحة من طيران حربي وصواريخ وقذائف مدفعية.
هذه الحملة من التصعيد تتزامن مع اشتباكات عنيفة في مدينة حرستا على مبنى إدارة المركبات في محاولة من قوات الأسد اقتحام المباني والسيطرة عليها بعد سيطرة الثوار على قسم منها في معركة ” بأنهم ظلموا “، في حين أعلن الثوار في وقت سابق مقتل العميد الركن “علي محمد بدران” أثناء الاشتباكات الدائرة في الإدارة بالإضافة لضباط أخر.
أوضاع إنسانية صعبة :
ومع اشتداد وتيرة القصف وازدياد أعداد الشهداء بالإضافة لأوضاع إنسانية صعبة في الغوطة الشرقية تصبح المعيشة فيها أكثر صعوبة فبالإضافة لارتفاع الأسعار الحاد وفقدان بعض المواد الغذائية والاستهلاكية من الأسواق يأتي القصف العنيف مستهدفاً الأسواق وشالاًّ لحركة المدنيين في المناطق المستهدفة.
وكان سعر كيلو السكر قد بلغ نحو 20000 ليرة سورية في أسواق الغوطة الشرقية قبل عدة أيام ليصل بعدها إلى 2700 ليرة سورية بعد إدخال التاجر “المنفوش” شاحنات لمواد غذائية إلى الغوطة بعد عقده صفقة مع النظام السوري، يأخذ النظام بموجبها 2000 ليرة سورية على كل كيلو يدخل إلى الغوطة كإتاوة على هذه المواد.
ورغم أن بعض من المواد الغذائية قد انخفضت إلا أن سعرها لا يزال مرتفعا إلى حد كبير ولا يقوى عليه من يعيش في الغوطة المحاصرة التي تشهد قلة في العمل والرواتب.
واحد كالآلاف من الأهالي المحاصرين:
أبو عمر نزار أب لأربعة أطفال قال ل”حبر” “صحيح أن سعر السكر انخفض وربطة الخبز انخفضت لكن كيف أقوى على شراءه بهذا السعر أيضا فبالكاد أعمل حتى أجني القليل من المال”
وحول معيشته اليومية قال أبو عمر ” إذا أردت أن آكل وعائلتي وجبتين في اليوم فهذا سيكلفني قرابة ال 5000 ليرة سورية على أقل تقدير وبأرخص المواد الموجودة في أسواق الغوطة، اللبن مرتفع سعر الكيلو الواحد 2000 ليرة سورية والخبز سعر ربطة الخبز ما يقارب 1200 ليرة ولا تكفي لعائلتي بالإضافة لحاجيات أبنائي الأخرى”
وتابع في حديثه مع “حبر” عن الحاجيات المنزلية الأخرى ” بلغ سعر كيلو الكهرباء 2200 ليرة سورية وعن طريقها نعبأ المياه فإذا أرت أن استخدم 10 براميل في الأسبوع سيكلفني هذا قرابة 4400 ليرة، بالإضافة للدواء الغالي الذي نحتاجه للأطفال بسبب قلة الغذاء”
ومتنهدا مهموما قال لحبر: ” الألم يحيط بنا من كل الجوانب والفقر والحاجة كذلك” ” صعب كتير تشوف ولادك قدامك جوعانين و مالك قادر تقدم لهم شي”.
ويعتبر أبو عمر واحدا من الآلاف الموجودين في الغوطة الذين لا يوجد في منزلهم قوت يومهم ولا يستطيعون الإتيان به لهم ولأولادهم، ويواجهون صعوبة كبرى في الحصول على أبسط حاجياتهم الأساسية لمتابعة حياتهم.
فيما تستمر المماطلات والتأجيلات في المؤتمرات والاجتماعات الأممية من جنيف إلى سوتشي إلى أستانة في أماكن فخمة بعيدة كل البعد عما يعيشه المحاصرون في الغوطة الشرقية من قتل وجوع وصعوبة عيش أمام مرأى من العالم كله.