منيرة بالوش |
مع بداية العام الحالي تمكنت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية من افتتاح مجمع خاص بالأيتام تحت مسمى “مجمع الرحمة “وهو الأول من نوعه في الشمال السوري، من حيث بنيته الهندسية المميزة بالمساحة الواسعة التي بلغت 5000 متر مربع، بغية تقديم خدمات متنوعة للطفل اليتم والعمل على دمجه في المجتمع وبناء شخصيته الفعالة والمستقلة.
مدير المجمع “محمد جمعة” قال في حديثه لصحيفة حبر: “إن المجمع يسعى لتوفير كافة فرص الراحة والفائدة للأيتام، الذين يرتادونه بدءًا من خدمات النقل الجماعي من المجمع إلى أماكن سكنهم في المخيمات عبر سيارات مخصصة لذلك، مع معلمات مرافقات للأطفال لتوصيلهم باليد إلى ذويهم.
المجمع يقع ضمن أكثر من54 مخيمًا في منطقة (قاح) قرب المخيمات الحدودية في الشمال السوري، كونها أكثر أمناً وبعداً عن أماكن الازدحام والضجيج السكاني.”
وأشار “جمعة ” إلى أن المجمع يضم خمسة أجنحة، في كل جناح عدة غرفٍ، بينها عشرة غرف صحية؛ وغرفتي أنشطة، ومطبخ وصالة طعام وغرفة طبية، كما أنه يحوي في كل جناح على حمامات خاصة للأطفال؛ إضافة إلى خمس غرف إدارية ومستودع وغرفة خاصة للمربية.
أما بالنسبة إلى أنشطة اللعب والترفيه، فقد احتوى المبنى على ملعب لكرة القدم وكرة السلة وقاعة محاضرات لتنفيذ الأنشطة والفعاليات المختلفة فيها، وفسحة مسقوفة للألعاب المختلفة كالمراجيح والموازين وغيرها.
وتم الحرص على وجود حديقة كبيرة محيطة بالمجمع مزروعة بالأشجار المثمرة، ومختلف أنواع الأزهار والورود، لما لها من أثر نفسي عميق في إضفاء البهجة والراحة النفسية على الطفل، مع وجود حيوانات أليفة وداجنة، تستخدم لغايات تعليمية وترفيهية تكرس المعلومة في ذهنه.
وفيما يخص الهدف الأساس من التجمع، فقد وضحها السيد” أحمد هاشم” منسق المشاريع الاجتماعية في جمعية عطاء، بأنه “يصب في كفالة اليتم وتعليمه من كافة النواحي، (كالعناية الصحية، والفكرية وتأهيله لدخول المدرسة) حيث تم استهداف الفئة العمرية من 4 إلى 5 سنوات من الأطفال اليتامى، وقد يصل عددهم داخل المجمع إلى 500 طفل.” يقدم للأطفال اللباس والحقائب وأدوات القرطاسية الكاملة بشكل مجاني، ويتم توزيع الكتب وفق منهج علمي حديث يحتوي على مهارات اللغة العربية والإنكليزية والحساب بهدف رفع مستوى الذكاء الذهني للأطفال.
وتابع “هاشم” حديثه بأن “خدمات المجمع لم تقتصر على اللوازم المدرسية، فحسب بل هناك وجبة غذائية متكاملة ومهمة لنمو الطفل، حيث يتم متابعته طبياً وصحياً بالإضافة إلى اللقاحات اللازمة.”
غير أن أهم ما يميز المجمع حسب ما أدلى به “هاشم” خدمة التوعية الاجتماعية والعمل على دمج الأطفال اجتماعياً مع نظرائهم ضمن البيئة الطبيعية وخاصة بعدما زادت عزلتهم بسبب ظروف الحرب، وذلك من خلال التركيز على التعليم التعاوني والألعاب التشاركية في كل أنشطة المجمع.
ويتم استهداف أولياء أمور الأطفال أو أحد والديهم بدورات وجلسات توعية اجتماعية، بمشاركة الأطباء والمختصين النفسيين وتقديم الاستشارات للأمهات في كيفية التعامل مع الطفل اليتيم في مختلف مراحله العمرية.
إلى جانب التركيز على خدمات الإرشاد النفسي التي تقوم به مرشدات مختصات برصد ما يعانيه الأطفال من مشاكل سلوكية واضطرابات نفسية تتمحور غالباً في سلوك عدواني مع الأطفال الآخرين، أو خجل وانطواء أمام الناس.
وفي ذات السياق لم يغفل مجمع الرحمة عن دعم المرأة ولاسيما النساء الأرامل من خلال مشروع تمكين المرأة لتفعيل دورها بالمجتمع عبر دورات تمريض أو خياطة أو أشغال يدوية، وكذلك إسعافات أولية، ومهارات طبية لتعمد على نفسها في تأمين قوتها وقوت أطفالها، عبر مورد مالي دائم خاص بها.
يذكر أن آخر إحصائية لمنسقي الاستجابة قدرت وجود قرابة مليون ونصف طفل يتيم في سورية، في حين تبقى الأرقام الحقيقة مجهولة لعدم وجود إحصائيات دقيقة، لايزال الدعم الموجه لهم قليل جداً، مقارنة بما هو مطلوب فعلياً.