بقلم : فريق التحريركانت محاكم التفتيش وسيلة ملوك إسبانية للقضاء على المسلمين على الرغم من المعاهدة الموقعة منهم عندما سقطت غرناطة سنة (897 هـ ) حيث نصت المعاهدة بين أبي عبد الله الصغير والملوك الكاثوليكيين، وضمنها البابا وأقسم عليها: “تأمين الصغير والكبير في النفس والأهل والمال إبقاء الناس في أماكنهم ودورهم ورباعهم وإقامة شريعتهم على ما كانت ولا يحكم على أحد منهم إلا بشريعتهم وأن تبقى المساجد كما كانت والأوقاف كذلك، وألا يدخل نصراني دار المسلم وألا يغصبوا أحدا وألا يؤخذ أحد بذنب غيره وألا يُكره من أسلم على الرجوع إلى النصرانية ولا ينظر نصراني على دور المسلمين ولا يدخل مسجدا من مساجدهم ويسير في بلاد النصارى آمنا في نفسه وماله… ولا يمنع مؤذن ولا مصل ولا صائم ولا غيره في أمور دينه”.تم نقض المعاهدة كلياً، وتم حظر اللغة العربية، وأحرق الكردينال “أكزيمينيس” عشرات الآلاف من كتب المسلمين وتم إجبار المسلمين على التنصُّر، إلا أن التنصير كان بالاسم فقط، إذ كان المسلمون يمارسون الطقوس الدينية المسيحية، لكنهم استمروا في تطبيق الدين الإسلامي سراً. وكانت هناك محظورات كثيرة، ويعتبر الموريسكي أو العربي المتنصر قد عاد إلى الإسلام إذا امتدح دين محمد، أو قال: إن يسوع المسيح ليس إلهًا، وليس إلا رسولاً، وأن يأكل اللحم في يوم الجمعة وهو يعتقد أن ذلك مباح، وأن يحتفل يوم الجمعة بأن يرتدي ثيابًا أنظف من ثيابه العادية، أو يستقبل المشرق قائلاً باسم الله، أو يختن أولاده، أو يسميهم بأسماء عربية، أو يُعرب عن رغبته في اتباع هذه العادة، أو يقول: يجب ألا يعتقد إلا في الله وفي رسوله محمد، أو يصوم رمضان، ويتصدق خلاله، ولا يأكل ولا يشرب إلا عند الغروب، أو يتناول الطعام قبل الفجر -السحور- أو يمتنع عن أكل لحم الخنزير وشرب الخمر، أو يقوم بالوضوء والصلاة؛ ويُوَجِّه وجهه نحو الشرق، ويركع ويسجد، ويتلو سورًا من القرآن، أو أن يتزوج طبقًا لرسوم الشريعة الإسلامية، أو يلمس بيده على رؤوس أولاده أو غيرهم، أو يغسل الموتى ويكفنهم في أثواب جديدة، أو يقول: إن الكعبة أول معابد الله، أو يقول: إن آباءه وأجداده قد غنموا رحمة الله؛ لأنهم ماتوا مسلمين.. إلخ. التعذيب في محاكم التفتيش:مورست في هذه المحاكم معظم أنواع التعذيب المعروفة في العصور الوسطى، وأزهقت أرواح آلاف من المسلمين، ومن أنواع التعذيب: إملاء البطن بالماء حتى الاختناق، وسحق العظام بآلات ضاغطة، وربط يدى المتهم وراء ظهره، وربطه بحبل حول راحتيه وبطنه ورفعه وخفضه معلقا، سواء بمفرده أو مع أثقال تربط به، والأسياخ المحمية على النار، وتمزيق الأرجل، وفسخ الفك. وكثيراً ما كانت تصدر أحكام الإعدام حرقاً، وكانت احتفالات الحرق جماعية، تبلغ في بعض الأحيان عشرات الأفراد،. وكان عندهم توابيت مغلقة بها مسامير حديدية ضخمة تنغرس في جسم المعذب تدريجيًا، و أحواض يقيّد فيها الرجل ثم يسقط عليه الماء قطرة قطرة حتى يملأ الحوض ويموت. وكانوا يقومون بدفن المسلمين وهم أحياء، ويجلدونهم بسياط من حديد شائك، وكانوا يقطعون اللسان بآلات خاصة.