حسين الخطيب |
مع انطلاقة الثورة السورية وتحولها إلى العسكرة ضد قوات النظام وميليشياته أُجبر عدد كبير من المدنيين على الخروج من منازلهم إلى الحدود السورية التركية منهم من اجتاز الحدود وأصبح خارج البلاد ومنهم من بقي في مخيمات تفتقد لأدنى مقومات الحياة.
المخيمات الرئيسية
مصطفى بلال أحد المهجرين من مدينة حلب يقول: “خرجت وعائلتي من مدينة حلب إبان دخول قوات المعارضة وبدء القصف الهمجي من قوات النظام على الحي الذي أقطن فيه، وأنا والد لسبعة أطفال يخافون من القصف كثيراً فهم لا يشعرون أثناء تحليق الطيران ممكن أن يفعلوا أشياء لا إرادية”. بلال فضل الخروج من منزله كي لا يفتقد أحد من أطفاله أو يصيبهم مرض يبقيهم على قيد الحياة دون أن يشعروا بشيء.
فيما يوجد على الحدود السورية التركية قرب معبر باب السلامة منها مخيم “باب السلامة القديم، ومخيم باب السلامة الجديد، ومخيم ضاحية سجو، ومخيم ضاحية الشهداء، ومخيم الريان، ومخيم الرسالة، ومخيم الإيمان، ومخيم النور، ومخيم الحرمين، ومخيم المقاومة، ومخيم كراج سجو، ومخيم أهل الشام”، وهذه المخيمات تحوي قرابة 200 ألف نسمة من جميع المحافظات السورية ومن ريف حلب وخاصة المناطق التي تقع تحت سيطرة ميليشيا الوحدات.
وهذه المخيمات التي يوجد لديها إدارة مركزية يمكن أن تأمن لهم متطلباتهم عن طريق منظمات إغاثية وتكتظ بالنازحين الذين ينتظرون قدوم صندوق الإغاثة ليتم توفير بعض من احتياجاتهم من “برغل وعدس ورز وسكر” التي يمكنها أن توفر الكثير من العبء عنهم.
المخيمات العشوائية
لم تتسع عشرات المخيمات التي تعتبر تحت إشراف العديد من المنظمات للمهجرين الجدد من الرقة ودير الزور وحمص وإدلب وغيرها من المناطق التي تشهد تصعيداً عسكرياً من قبل عدة قوى على الأرض.
أبو فهد حدثنا على رحلة تهجيره من دير الزور خلال المعارك فقال: “اشتدت المعارك بين قوات النظام وتنظيم “داعش” في البوكمال وأنا لا أعلم أين اتجه لأحافظ على عائلتي من الموت، بعد إصرار من أطفالي توجهت إلى قرى بريف الحسكة الجنوبي التي تقع تحت سيطرة “سوريا الديموقراطية”، ثم انطلقت إلى ريف الرقة الشمالي بقيت أنا وعائلتي عدة أيام ثم توجهنا إلى منبج وعبرنا معبر عون الدادات الذي يفصل ميليشيا الوحدات عن سيطرة قوات المعارضة في بريف حلب”.
أبو فهد بنى خيمته قرب قرية صغيرة على الحدود التركية في مخيم عشوائي يفتقر لأدنى مقومات الحياة وقال: “أعمل على سيارتي وماشي الحال” في حين كانت خيمته تطوف بمياه الأمطار.
والمخيمات العشوائية هي على طول الشريط الحدودي المحاذي لتركيا وقرب القرى وهي على هيكلة تجمعات سكنية في خيام وأقمشة تحوي ألاف النازحين، والمهجرين الجدد ومن تلك المخيمات “مخيم تليل الشام الذي يحوي 803 عائلات، ومخيم عشوائية الريان حوالي 2233 عائلة، ومخيم معرين الذي يقطنه 350 عائلة، ومخيم يازي باغ 675 عائلة، ومخيم الجسر والجب 375 عائلة، ومخيم شهداء تل رفعت 225 عائلة، ومخيم سجو 234 عائلة ومخيم السفيرة الجبل 55 عائلة، ومخيم مرعناز 54 عائلة، ومخيم طريق يازي باغ (1) 450 عائلة ومخيم طريق يازي باغ (2) 540، ومخيم طريق يازيباغ (3) 602، ومخيم طريق يازي باغ (4) 610 عائلة، ومخيم طريق يازي باغ (5) 900 عائلة.
إضافة إلى مخيم الرحمة 919 عائلة، ومخيم نيارة 211 عائلة ومخيم شمارخ 175 عائلة، ومخيم مركز الإيواء 151 عائلة ، ومخيم جنوب شمارخ 239، ومخيم شرق شمارخ 153 عائلة ومخيم بلدة دابق 105 عائلة ومخيم بلدة احتيملات 370 عائلة وتقدر أعدادهم 100 ألف نسمة إضافة إلى الكثير من المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة ويجد قاطنيها صعوبة في الحركة بسبب الأجواء الماطرة ناهيك عن المياه التي تجري تحت خيامهم.
ومن الناحية الإغاثية يواجه النازحون في المخيمات العشوائية نقصاً تاماً فهم لا يستطيعوا تأمين قوت يومهم فهم بحاجة لإغاثة، ويزداد الأمر سوءاً على النازحين الذين يبيتون في شوارع القرى فور وصولهم لا يوجد لديهم مأوى سوى انتظار أن يتدبروا أمورهم في خيمة قماشية، وهذا الحال ربما ينطبق على كافة المخيمات في الداخل السوري من ناحية افتقادها لأبسط مقومات الحياة.