إنَّ مصطلح المراهقات الثورية انتشر حديثاً بين الناس الذين يشاهدون القادة كيف يسحبون الشباب لمعارك خاسرة منذ البداية… وهذا الأمر قد خطط له وتمت دراسته طويلا عبر التربية.
إنَّ التربية الوجدانية والعاطفية مهمة جداً في إنشاء جيل يحمل أفكاراً يضعها المربي في الناشئة… فيغدو مواطناً يتوافق مع ما يريده المربي له… ولاسيما صغار الولدان والشبان المندفعين… الذين كانوا حطباً لهذه الحماقات الثورية… فضلوا وأضلوا …. عبر ما تم دفعه إليهم من مال باسم (الغنائم) وفتاوى ترضي طيشهم وقصصٍ تروي تعطشهم لنصرة الدين من أخبار الصحابة والتابعين… وتحريك قضية النساء الأسارى في سجون النظام…
كلُّ هذا خلق عند الشباب نزوات جهادية في الملبس والمركب والتشوق للذهاب للمعارك التي هدفها القضاء على هذه الفئة بمعارك غير مخططة ولا منسقة، حيث الخيانات والغدر على حساب هؤلاء الشباب. لا غرابة في خسارة معركة… لكن الغرابة أن نعيد الخطة نفسها لنخسر الخسارة ذاتها، وتسليم الأمر لغير أهله، ولجم أفواه المختصين في هذا المجال أو غيره…
إنَّ تسليم المكان المناسب للشخص غير المناسب (قضاة وشرعيين وعسكريين) هو من قضى على ثورتنا وجعلها في الحضيض تلفظ أنفاسها الأخيرة، وترقب معجزة للخلاص من هذا الفخ.
لكن لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم… وأزيد، حتى يغيروا قاداتهم وأمراءهم.
إنَّ مشكلة الأمة اليوم هي مشكلة عناصر رئيسية ومفاصل فاسدة… أمَّا الخير فهو موجود فيها لا ينقطع، لكن إذا وسد الأمر لغير أهله فارتقب دمار البلاد وقتل العباد.
إنَّ مشكلة القيادة هي مشكلة أصيلة بالثورة، ولا غرابة في هذا؛ لأنَّها قامت عفوية طاهرة، لكن الغريب أن تستمر هذه المشكلة للسنة السابعة ولا نستفيد من أخطائنا وحماقاتنا.
(الصمود جزء من النصر، والنصر مقرون بالتحدي، والتحدي لا بدَّ له من فشل، قد نغتال لنستفيق، لكن الخيبة ألَّا نتعلم الدروس ونسقط من جديد).
1 تعليق
أم أروى
كلام في الصميم للأسف كلها أعمال فردية وردات فعل ، ليتهم يقرأون التاريخ ليتعظو