عبد الحميد حاج محمد |
مع بداية وانطلاق الثورة السورية بدأت عمليات الانشقاق في صفوف جيش النظام وانشق الآلاف مع أشهر الثورة الأولى، ثم صعبت عملية الانشقاق بعد تدخل الميليشيات إلى خط المواجهة، ما دعا الفعاليات الثورية إلى إنشاء مركز مختص بعمليات الانشقاق عن جيش النظام باسم: (المركز السوري للسلامة والانشقاق).
صحيفة حبر التقت (أبو محمد) مدير المركز ليحدثنا عن نشأته بقوله: “مع التدخل الروسي ودعم جيش الأسد واعتمادهم على الشباب الذين خُدِعوا بكذبة المصالحات في المناطق التي احتلتها روسيا، ومع الهجوم على الشمال المحرر وورود عدد من الاتصالات لناشطين ثوريين تطالب بتأمين انشقاق بعض العناصر، نشأت فكرة المركز السوري للسلامة والانشقاق الذي يقوم على تأمين انشقاق الراغبين بذلك عن نظام الأسد الإرهابي، سواء كان يخدم ضمن صفوف جيشه أو مؤسساته المدنية أو العسكرية، وفعلاً نجحنا بهذا نجاحًا كبيرًا ولله الحمد.”
مع تدخل روسيا بالحرب السورية بشكل مباشر، دعمت نظام الأسد عسكريًا وسياسيًا، وقدمت الدعم الإعلامي من خلال الحرب النفسية، حيث أعد الإعلام الروسي والإعلام التابع لنظام الأسد خطةً للقضاء على الثورة تضمنت إيقاف عمليات الانشقاق في صفوف جيش الأسد المنهك، وهذا ما أوضحه لنا (أبو محمد) بقوله: “تمكنت روسيا من منع الانشقاق فعليًا منذ عام ٢٠١٤، حيث قضت على فكرة الانشقاق في نفوس الكثير ضمن صفوف نظام الأسد عن طريق بث مقاطع كاذبة تظهر همجية عناصر الجيش الحر أو قتلهم للأسرى، وأمور أخرى لا تشجع العناصر على الانشقاق.”
ويتبع المركز المُنشأ آلية معينة بخصوص عمليات الانشقاق والتنسيق بين العناصر الذين يريدون الانشقاق عن جيش النظام، وبحسب (أبو محمد) فإنه “لا يمكن الحديث عن الآلية والطريقة ولا حتى عن آلية التنسيق، إذ تختلف في كثير من الأوقات بحسب وضع ومكان الشخص الذي يقوم المركز على تأمين انشقاقه.”
وقد قام المركز ونشأ على نشاط وتجمع عدد من الناشطين الثوريين المستقلين دون تبعية بشكل مطلق، ويعمل بجهود شخصية بعيدًا عن المسميات والفصائل، إذ يعمل بالتنسيق بين كل الجهات الثورية الموجودة في الداخل والخارج.
يخبرنا (أبو محمد) أنه “من منطلق الغيرة على دماء السوريين، والعمل على دحر الاحتلالين الروسي والإيراني من بلادنا، عملنا على إقامة المركز، ولا نتبع لأي جهة داخلية أو خارجية، إنما نقوم بالتنسيق مع كل الفصائل في المحرر وأي جهة تستطيع المساعدة في تأمين العناصر الراغبين بالانشقاق، ولا يمكننا الإفصاح عن أي اسم من أسماء القائمين بالعمل ضمن المركز حرصاً على سلامتهم؛ ولأن الهدف أسمى من المسميات.”
وتمر عملية تأمين انشقاق العنصر بمراحل كثيرة بحسب ما وصفه أبو محمد، إذ تبدأ من دراسة حالة العنصر، ودرجة خطورتها في الوقت المتطلب والسرعة المطلوبة؛ لتأمين الحالة وصولاً إلى الطريقة الأسلم لوصوله إلى الأمان والانتهاء بمساعدته للوصول إلى المكان الذي يختاره ويراه مناسبًا لسلامته وسلامة أهله.
وعند سؤالنا عن عمليات التصوير التي تتم بعد تأمين العناصر يقول (أبو محمد): “إن المركز لا يُلزِم المنشق بالتصوير وإظهار وجهه، وكل من تم تصويرهم كان بناءً على موافقتهم لمشاركتهم هدفنا في تأمين سلامة جميع الشبان السوريين الذين تلقيهم روسيا وراء مرتزقة إيران في جحيم الحرب لمواجهة أهلهم السوريين.”
وقد تمكن المركز من تأمين انشقاق كثير من العناصر ضمن صفوف جيش النظام كان غالبيتهم من جبهات أرياف إدلب بعد الهجوم الذي قام به النظام مدعومًا بالقوات الروسية والميليشيات الإيرانية.
يختم أبو محمد بقوله: “نود أن نوجه رسالة إلى كل من يعمل في صفوف النظام الإرهابي أن مؤيدي هذا النظام يُقتَلون، ولا يهتم لهم النظام، إنما همُّه فقط تحقيق مصالح والحفاظ على كرسي حكم بشار الإرهابي، والدليل على ذلك معاناة عوائلهم من الفقر والحرمان والغلاء.”
رغم الحرب المستمرة لاتزال النشاطات الثورية مستمرة مؤكدة أن السلام والإنسانية شعار من طالب بالحرية والكرامة وواجهته الرصاصة والمدفعية، وأن الإرهاب جذر متأصل في نظام الأسد.