بقلم : وليد العربيهل رجال الأعمال والجمعيات الخيرية والائتلاف والأمم المتحدة وغيرهم ممَّن يقدمون لنا يد العون يحبوننا ويعشقوننا؟ أو أنَّهم مستفيدون يستعبدوننا؟ وهل هم مهتمون بالمواطن السوري وبمستوى معيشته ورفاهيته كي يقدموا له غذاء وخيم إيواء ودواء؟ عندما نبحث بشكل جيد نجد أنَّهم مستفيدون أكثر منا، فكم من مستودع طحين مخزن ومكدس لسنوات كان يجب أن يتلف بالبحر لأنَّه لم يعد يصلح للاستخدام البشري تم شراؤه ليُرسل لنا مساعدات، فهل كاد قلبهم ينفطر من الألم لجوعنا؟! لو أنَّ هذه المواد الفاسدة يأكلها الكبار فقط لغضضنا البصر قليلاً وقلنا أفضل من لحم القطط وورق الشجر، ولكن حتَّى أطفالنا أصبحوا قناة تصريف لحليب البودرة الذي قاربت صلاحيته على الانتهاء.فإذاً هم لا يتلفون المواد الفاسدة، بل يبيعونها، ربَّما بنصف قيمتها أو أقل، لتقوم بدورها بتوزيعها علينا وتظهر بوجه أبيض وابتسامة خادعة. وإذا دققنا النظر وجدنا أنَّ الغاية الأساسية من ذلك هي العبودية والتبعية.ثم يظهرون على مسارح الإعلام، ويقولون قلوبنا معكم، نتألم لألمكم ونطمح لسورية مستقرة مزدهرة تعتمد على نفسها. أليس باستطاعتهم تخصيص جزء من قيمة هذه المساعدات لإقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة في الداخل السوري، ومشاريع كبيرة في الخارج يعود ريعها لصالح الثورة السورية؟! نحن لا نريد غذاءً ودواءً، فنحن شعب منتج عامل قادر على الاعتماد على نفسه، فكم من مشروع صغير كان يمكن أن ينشئ في الداخل السوري خلال ثلاث سنوات؟ وكم عائلة كانت ستستفيد؟ فكل مشروع صغير يمكن أن يُحدث فرقاً لعائلتين أو ثلاث، وكل هذا يقدم عن طريق جمعية واحدة، فما بالك بعشرات الجمعيات التي تنشط على أرضنا، فلو أنَّهم فعلاً يتمنون لنا خيرًا لينهض المجتمع بقوة ويعتمد على نفسه لقدموا يد العون، ولا يخفى على أحد مدى جدية الفرد السوري بالعمل ومدى قدرته على جعل القرش عشرة. فإلى متى الملايين تذهب هباء؟ ومتى سيتنبه المتبرعون على الطريقة الأفضل لخدمة قضيتنا؟