مريم إبراهيم |
في ريف إدلب بلدة الفوعة، تنتظر (أم عامر 40عامًا) النازحة من ريف إدلب الجنوبي صهريج المياه يوميًا، لكي تقوم بتعبئة الأواني الموجودة في منزلها، وذلك لأنها لا تستطيع شراء خزان لحفظ الماء لأنه يشكل عبئًا كبيرًا عليها خاصة أنه أرملة ولا معيل لديها.
ليس حال أم عامر الوحيد في البلدة، فنسبة الناس الذين يعانون من شح المياه 100%100 فكل الموجودين في البلدة يشترون المياه من الصهاريج المتوفرة، وتبلغ نسبة الذين ليس لديهم خزانات لحفظ المياه 50%، وأغلبهم من ريف إدلب الجنوبي المهجرين حديثًا، وذلك بسب القصف على قراهم لم يستطيعوا أن يحضروا كامل مستلزماتهم.
لكن الأمر لا يتوقف عند عدم وجود خزانات لدى الأهالي، إنما أصحاب الصهاريج أحيانًا يمتنعون عن تعبئة الأواني الموجودة لدى الأهالي الذين لا يملكون خزانات ما يزيد من المعاناة، تقول أم عامر: “حالنا صعب جدًا فالماء أهم شيء بالحياة ولا يستطيع أحد الاستغناء عنه، وتزداد محنتنا صعوبة عندما يمتنع بعض أصحاب الصهاريج عن تعبئة الأواني ويقولون لنا إنهم يعبئون الخزانات، ونحن لا يوجد عندنا خزان ومثلنا الكثير. أتمنى أن يكون هناك مياه يومية هنا نستطيع أن نُؤمِّن حاجتنا من المياه يوميًا.”
ولكي يتم حل مشكلة السكان في بلدة الفوعة عبر حل جذري، قامت منظمة (بناء) ومنظمة (إحسان) بالتعاون سويًّا مع المجلس المحلي والتنسيق لحفر تمديد صحي للبلدة تتوفر من خلاله المياه بشكل دوري.
وعن هذا الموضوع قامت صحيفة حبر بلقاء (أحمد طحان) مدير مكتب الخدمات في بلدة الفوعة الذي حدثنا عن المشروع بقوله: ” نحن في المجلس المحلي لبلدة الفوعة في مكتب الخدمات، أجرينا دراسة أولية لوحدة المياه، وقدمنا الدراسة لأكثر من منظمة، وعلى أساس الدراسة الأولية لبَّت منظمتان النداء، أولها منظمة بناء،
والأخرى منظمة إحسان، وجاء فريق منهم وخرج مع مكتب الخدمات بالمجلس المحلي لإكمال الدراسة وتم رفع المشروع الذي تمَّت الموافقة عليه.”
وعن محطات المياه الموجودة في البلدة والتجهيزات التي تمَّت يُوضح طحان: “يوجد في الفوعة محطتي مياه: (شرقية، وغربية) المحطة الغربية يوجد فيها 6 آبار والصالح منها للاستخدام بئر واحد فقط، والباقية جميعها معطلة وخارج الخدمة.
أما المحطة الشرقية فيوجد فيها 5 آبار، 3 جاهزات للعمل، و2 خارج الخدمة.
حاليًا تم تجهيز البئر في المحطة الغربية وتركيب المضخة والمولدة، وتم تجهيز ثلاث آبار في المحطة الشرقية بتركيب المضخات والمولدة الكهربائية.
باقي إلى الآن تمديد وتجهيز الكابلات، وكذلك العملية التجريبية لبدء الضخ على شبكة المياه لنتأكد إن كان ثمة عطل لنصلحه قبل الانطلاق الفعلي بالضخ، وكذلك السعي لتأمين كلفة تشغيلية لوحدة المياه، وفي النهاية نسأل الله التوفيق.”
(أبو أحمد 25 عامًا من ريف حماة) يقول: “نحن نتابع عمل المجلس المحلي بجد، ونأمل من الله أن تكون خطوة خير وصلاح للأمة، هناك العديد من العائلات الفقيرة التي ليس بمقدورها شراء الماء يوميًا، وأتمنى التوفيق إن شاء الله وأن تكون الآبار قيد التشغيل في القريب العاجل.”
يمضي العمل على قدم وساق وسط حماس كبير للفريق وهمة عالية، وطموح كبير من الأهالي بغد أفضل.