بشار الأحمد |
ممَّا لا شك فيه أن الأزمة الاقتصادية، وغلاء المعيشة، وتراجع القدرة الشرائية في سورية، كان لها عوامل أدت إلى عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي أو حجزها، حيث أصبحت أمنية بات يتمناها أغلب السوريين.
(صحيفة حبر) رصدت في جولة ميدانية بأسواق ريف (أعزاز) أسعار بيع و شراء الأغنام بالسوق المحلية المخصصة للأضاحي، قبل أيام من عيد الأضحى، حيث أكد عدد من التجار أن هناك ارتفاعًا بنسبة 80% لسعر كيلو لحمة الخروف القائم (حي) بالأسواق، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد ما يقارب 7500-8000 ليرة سورية، أي ما يعادل 5 دولارات أمريكية تقريبًا، أو 34 ليرة تركية للكيلو الواحد، علمًا أن سعر كيلو الخروف في تركيا من 28 ليرة تركية إلى 30 ليرة.
ومن ناحية أخرى، عزا بعض التجار في تصريحاته لنا، أسبابَ ارتفاع أسعار الأضاحي إلى الارتفاع الكبير المُسجَّل في أسعار الأعلاف، إضافة إلى النقص الحاد في توفر الأعلاف المركّبة وخاصة (الشعير) الذي سجل ارتفاعًا ملحوظًا عن السنوات الماضية؛ بسبب انهيار العملة السورية والاعتماد بالبيع والشراء على العملة الأجنبية (الدولار).
ويُلقي (باسم أبو عمر) تاجر مواشي من ريف حماة الشرقي، اللوم في ارتفاع الأسعار على أجور النقل وانهيار الليرة السورية، وعمليات التهريب التي تتعرض لها المواشي باتجاه مناطق سيطرة النظام، خصوصًا مع غياب الرقابة الدقيقة على هذه المسألة في منطقة (الباب) وما حولها.
وقال (صباح السعيد) صاحب محل قصابة في منطقة (حير جاموس) الحدودية: “إن توجُّه الناس في هذه الأيام لشراء الأغنام (أضاحي) لذبحها بمناسبة العيد، رفع أسعار شرائها بشكل ملحوظ الأمر الذي أدى إلى رفع أسعار اللحوم.” مُبينًا أن سعر الكيلوغرام من لحم الغنم القائم (حي) كان 7500 ليرة، وأصبح الآن يباع بين 8 و 9 آلاف.
ويضطر البعض لشراء الأضحية قبل حلول العيد بفترة، خشية ارتفاع الأسعار في مثل هذه الأيام مع اقتراب العيد .
وتُعدُّ (الأضحية) من أبرز شعائر عيد الأضحى لدى المسلمين، حيث يقومون بذبح الأغنام وتوزيع لحومها على الفقراء، لإدخال البهجة للعائلات في هذه المناسبة.
حيث أكد محمود أبو خالد (47 سنة) نازح مقيم في مخيم بالقرب من سلقين، أنه اشترى خروفًا لذبحه في العيد قبل أكثر من شهر مقابل 300 ألف ليرة سورية، أي ما يقارب 120 دولارًا أمريكيًا، وزاد ثمنه الان نحو 100 ألف، أي تقريبًا 63دولارًا أمريكيًا.
في حين لجأ البعض الآخر إلى أن يقوم بجمع ثمن الأضحية من أقاربه الموجودين في تركيا وغيرها بسبب عدم قدرته على شراء الأضحية لوحده، وذلك بسبب الثمن الباهظ كما حدث مع (محمود الخالد) المُهجَّر من ريف حماة، ويُذكر أن بعض المنظمات والجمعيات الخيرية تقوم في كل عام خلال عيد الأضحى بتوزيع اللحوم والأضاحي على الأسر الفقيرة.
يُشار إلى أن الأهالي في المناطق المحررة شمالي سورية، يعانون من سوء الأوضاع الاقتصادية المعيشية، لاسيما في ظل قلة فرص العمل، إضافةً إلى الانهيار الكبير بسعر الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية التي زادت من معاناة سكان الشمال السوري.