أسيل الحموي |
مع دخول موسم الحصاد في المناطق المحررة، يعاني الكثير من القائمين على العمل الزراعي في منطقة سهل الغاب صعوباتٍ كثيرة في جني المحاصيل الزراعية، خاصة بعد سيطرة قوات نظام الأسد على مناطق واسعة في المنطقة، وارتفاع كبير في أجور الآلات الزراعية ومواد المحروقات وغيرها من المواد الأساسية التي تحتاجها الأراضي الزراعية لجني المحاصيل الصيفية، خاصة مادتي (القمح، والشعير).
كما يعاني القطاع الزراعي في المنطقة بشكل عام وسهل الغاب بشكل خاص من صعوبات إضافية مصطنعة، وهي المضايقات من قبل قنَّاصة قوات نظام الأسد ومدفعيته المحاذية والمطلَّة على منطقة سهل الغاب، حيث يتم استهداف المزارعين وحرق المحاصيل الزراعية، فيُسبّب ذلك زيادةَ الصعوبات في جني المحصول تؤدي إلى قلة بالموارد وضعف كبير في الإنتاج الذي ينعكس سلبًا على جميع المناطق المحررة.
(فواز خليف) مواطن يعيش في المناطق المحررة، تحدث لحبر عن بعض الصعوبات التي يعاني منها القطاع الزراعي وموسم الحصاد في منطقة سهل الغاب قائلاً:” المعوقات التي تواجه المزارعين هي تصاعد العمليات العسكرية بين الحين والآخر، إضافة إلى غلاء المبيدات الحشرية والأسمدة والحراثة وغلاء المحروقات، وتصريف المنتج قليل بسبب عدم وجود سوق لتصريفها، وتحكم التجار بالسعر وعدم موازاة التضخم الحاصل وسوق الصرف.”
وعن كمية الإنتاج والصعوبات في المحاصيل الزراعية بمنطقة سهل الغاب، يقول (عقلة الجاسم). “مستوى الإنتاج هذا العام كان قليلًا مقارنة بالأعوام السابقة؛ بسبب العمليات العسكرية وهجر الموسم والعودة إليه وقلة الأسمدة والمبيدات والرعي العشوائي للماشية داخل الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى حرق مساحات كبيرة من المحاصيل وخاصة محصولي القمح والشعير اللذين يشتعلان بنسبة كبية في وقت حصادها.”
بينما قال (دحام الحسين) مالك لحصادة (آلة لجني محصول القمح): “تكلفه دونم الحصاد ما يعادل 15 ألف ليرة سوريه للدونم الواحد، وهذه من أكثر المصاعب التي يواجهها المزارع، في حين لم يبقَ في المناطق المحررة سوى مساحات قليلة ومتباعدة ونسبة المحصول في سهل الغاب واحدة وتراجعت إلى أكثر من 75% بالنسبة إلى العام السابق، إضافة إلى الغلاء في المحرر.”
وعن واقع الزراعة في سهل الغاب قال (شجاع الصالح) مسؤول المجلس المحلي في بلدة (الزقوم) ومدير الوحدة الزراعية في منطقة سهل الغاب: ” الإنتاج هذا العام كان دون الوسط بسبب العمليات العسكرية وعدم الاستقرار وانهيار الليرة السورية، وغلاء الأسعار دفع الفلاح إلى هجر الأراضي، وبعض الفلاحين تركوا الأرض بعد زراعتها. نحتاج لتأمين زراعات مهجنة تكون ذات محصول كبير في مساحات قليلة، ولكن الحصار المطبق على مناطقنا هو العائق في الوقت الحالي.”
هذا ويعاني المحرر من ضعف كبير في الإنتاج، وأزمات كبيرة بعد سيطرة قوات نظام الأسد على الأراضي الزراعية، وغلاء كبير في المواد المستوردة بسبب تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، كل ذلك سبب زيادة بالمعاناة الكبيرة التي تواجه المواطن السوري في المناطق المحررة.