تقرير فلاح خضرتعمل القوات الروسية في الآونة الأخيرة على استعراض قواتها العسكرية ومهاراتها القتالية وأسلحتها على الأرض السورية بعد الفتور الذي أعقب الحرب السوفيتية في أفغانستان، لقد انخرطت روسيا في حرب عسكرية ضد أعدائها ولكنَّها كانت قريبة من شريطها الحدودي غير بعيدة كما هي الحال اليوم في سوريةولا شكَّ أنَّ لهذه العروض العسكرية رصيدا كبيرا من الردع والحرب النفسية، إلا أنَّ تكلفتها كبيرة أيضا ولها تبعات اقتصادية ثقيلة خاصة بعد تمديد العمليات العسكرية التي تكبِّد المزيد من الخسائر البشرية والمالية وتتزايد متطلباتها اللوجستيية.و إضافة إلى التجهيزات القتالية من طائرات ( سوخوي سو 25-24 ) و ( سو 30 sm ) ومنظومة الصواريخ الدفاعية ( اس 400 ) و الطائرات الإلكترونية الاستخباراتية، فهناك التجهيزات البشرية التي وصل عدد طاقمها إلى 1500 من القوات الجوية الروسية وهم يقيمون جميعا في سورية و يديرون العمليات العسكرية فيها ويدربون قوات النظام السوري و يقدمون لها الدعم والمساندة والاستشارة.ووفقا للتقارير التي تنشرها الصحافة الغربية فإنَّ مجمل تكاليف الحملة الروسية تصل إلى حوالي مليار دولار في السنة، و يأتي هذا الرقم في الوقت الذي تهيء فيه موسكو نفسها للعمل على تطوير قدراتها العسكرية وإعادة التدريب والتسلح، في الوقت الذي تدخل فيه موسكو في أزمة اقتصادية خانقة.ويأتي تأزُّم العلاقات بين تركية و روسية، ليزيد الأمر سوءً، فقد يتعطل الطريق البحري الذي يصل البحر الأسود بالبحر المتوسط والذي يصل الى اللاذقية وطرطوس، وهذا يعني حجرة عثرة أمام طريق الامدادات و الخدمات العسكرية للقواعد الروسية الموجودة في سورية.أو ربَّما تعرقل سير الإمدادات عبر هذا الخط الذي يمرُّ من تركيا ليزيد طلب الروس عبر الجسر الجوي، و هنا يشير المحللون الروس إلى دور القاذفات البعيدة المدى لضرب الأهداف المحددة في سورية، وقد قامت روسية بإطلاق صواريخ ( كروز ) من بحر قزوين، وأطلقت غواصة روسية صواريخ بعيدة المدى من البحر المتوسط لتخفيف العبء الجوي، و لكن لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ فاتورة هذه الصواريخ المتطورة باهظة وأنَّ سعر الصاروخ ( كروز ) الواحد يصل إلى حوالي مليون و نصف دولار وهذا ما يستدعي الحذر الروسي من الوقوع في كارثة اقتصادية و ضرورة إيجاد سبل للتفوق العسكري على الثوار بأقل التكاليف البشرية والمادية.