أخصائية نفسية وتربوية – مصر
لقد نادى علماء النفس بأهمية توفير الامان النفسي للطفل مما يترتب عليه صلاح المجتمع واستقراره، فالكثير من المربين يعتقدون أن دورهم مقتصر على توفير المأكل والمشرب والملبس، دون الالتفات الى مراعاة الحاجات النفسية والاجتماعية للطفل، مما يؤدى الى التمرد في المستقبل، فالطفل بحاجه للشعور بالأمان داخل الاسرة وخارجها .
ومعنى الأمان عند الطفل: هو حاله من الاستقرار العاطفي واشباع مختلف الحاجات التي تؤدي الى تأقلم وانسجام الطفل مع محيطه، وتخطي كل المشكلات التي تعوق هذا الانسجام.
هناك العديد من الاحتياجات النفسية الواجب اشباعها عند الأطفال لكي يشعروا بالأمان منها: (الحاجة للحب – الحاجة للمكانة – الحاجة للطمأنينة – الحاجة للشعور بالاستقلال)
كما يوجد أسباب لافتقاد الطفل للأمان وهي:
- اضطراب الأسرة
- انفصال الوالدين
- الإعاقة الجسدية أو العقلية لدى الطفل أو أحد الوالدين
- أساليب التربية غير السليمة مثل (الدلال الذائد والحماية الزائدة والتفرقة بين الابناء والتذبذب)
- التعرض للازمات والصدمات النفسية دون تقديم دعم نفسي كافٍ
- الفقر
ومن مظاهر عدم الشعور بالأمان:
- كثرة شكوى الالم
- اضطراب النوم
- نوبات الفزع الليلي
- نوبات البكاء
- النكوص في النمو، مثل التبول اللاإرادي
- قضم الاظافر ومص الأصابع
- العدوانية، وسرعة الانفعال والعناد
- التعبير الدائم عن الخوف والقلق
ويتحقق الأمان النفسي للأطفال: عبر إتاحة الجو الاسري المستقر، الغني بالمشاعر الطيبة والألفة بين الافراد، وتوفير الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس قدر استطاعة الاسرة، وحماية الطفل من الصدمات، والحب غير المشروط، (فحب الوالدين للطفل مطلق غير مقيد بأفعال الطفل)، ودعم الابداع لدى الطفل وتعبيره عن ذاته، ودعم المشاركة الإيجابية للطفل في الاسرة والثناء على دوره .
أما الطفل العربي فيبدو أن شعوره بالأمان صعب التحقق، ذلك الطفل الذي أصبح بين ليلة وضحاها إما ابن شهيد، أو ابن مطارد، أو ابن معتقل، أو لاجئ، أو مفقود، والذي افتقد أي شعور يمكن أن يصل به إلى الأمان.
ذاك الطفل الذي لم يتجاوز عمره عدد اصابع اليد الواحدة يقف لساعات بانتظار رؤية أبيه لمدة لا تتجاوز العشر دقائق في محبسه، وهذا الطفل الذي كان بجوار أمه تروي له قصة (الارنب والسلحفاة) ولكن أبت طائرات القصف أن تسمح له بمعرفة نهاية القصة، وطفل آخر مهجر في بلد لم يألف لغة أهلها، فلا يستطيع التكيّف معهم ولا اللعب مع ابناءهم، وطفل أصبح بلا عنوان.