مرح جاويش |
هل ستهتمون بمقتل ابنتي كما اهتممتم بمقتل خاشقجي؟ هكذا عبر “نبيل أبو صالح” والد الفتاة السورية التي قتلت يوم الخميس في ولاية غازي عينتاب إثر طعنها من قبل لصوص أرادوا سرقتها.
وفي التفاصيل كانت الفتاة “غنى أبو صالح” من مواليد 1999 في منطقة الجامعة بولاية غازي عنتاب هي وصديقها “أحمد غازي” عائدة إلى المنزل، وفجأة يعترض طريقهما شابان أتراك محاولين سرقة هاتف الفتاة. وبعد أن قاومت (غنى) طعنها أحد الشابين، حينها حاول الشاب الذي معها الدفاع عنها مما أدى إلى طعنه هو أيضاً عدة طعنات.
وتم نقل الفتاة والشاب إلى مستشفى الجامعة بعد أن أبلغ المارة الشرطة والطوارئ والإسعاف بما حدث، وفور وصولهما إلى المستشفى تم إدخالها إلى غرفة العمليات ليخرج الطبيب قائلاً: “توفت الفتاة”، وبخصوص الشاب قام الأطباء بالتدخل فوراً وقد خرج حديثاً من العناية المشددة.
تواصلنا مع جارتهم المقيمة بقربهم “أمان فخري” للسؤال عن حال والدي الفتاة، وقالت: “طوال الوقت تصرخ والدتها وتقول: شو ذنبها هي، ضربوها بقلبها بقلبها.”
وأوضحت أمان أن الفتاة كانت تدرس اليوز في معهد الأناضولو، وحصل ذلك الأمر على الأغلب أثناء عودتها إلى منزلها بعد خروجها من المعهد.
وأشارت أمان إلى أن الخبر وصل إلى أهل الفتاة عبر اتصال مع والدها نبيل أبو صالح يخبره أن ابنته نقلت إلى المستشفى بعد تعرضها للطعن في ظهرها، وهموا فوراً للذهاب إلى المستشفى.
كما تواصلنا مع أخ الفتاة (معتز أبو صالح) الذي بدوره أشار إلى عدة أمور، منها أن غنى طعنت طعنتين الأولى في وجهها والثانية من الحنجرة إلى الصدر، بالإضافة إلى أنه التقى بالشاب (أحمد غازي) الذي أيضاً طعن بفخذه طعنة كبيرة وطعنة أخرى في خاصرته قريبة من الكلى، بالإضافة إلى طعنة ثالثة لم يستطع تحديد مكانها.
كما قال معتز إن الشرطة التركية تقوم بدورها على أكمل وجه، وقاموا بالبحث عبر كاميرات الشارع الذي جرت به الحادثة، كما قامت الشرطة بالتحقيق مع الشاهدين الأتراك الذين كانا موجودان أثناء الحادثة وثبتت إفاداتهم، وهي مستمرة بالتواصل معهم على مدار 24 ساعة بمحاولة منها لإيجاد القاتلين.
كما التقينا مع مواطن تركي “ساركان 30 عاماً” الذي قامت زوجته بالترجمة: “إن الفتاة لو استسلمت لهم ربما تنجو، لكن هي من حقها أن تدافع عن نفسها، والاستسلام للصوص فعل خاطئ سيشجع على الجريمة ..، وبخصوص عدم تدخل المارة، قال ربما فكروا أن ما يحدث لا يخصهم، وتلك قلة ضمير وتفكير بالنفس.”
وأشار ساركان إلى أن الشرطة التركية ستصل إلى الجناة بالتأكيد، حيث إن الفتاة مواطنة أجنبية، أي من المؤكد أنهم لن يتقبلوا أن تتأذى ببلادهم وسيعاقبون من قام بهذا الفعل.
الموضوع ضجَّ بشكل كبير بين السوريين والأتراك، وأبدى الشعب التركي استياءه حول ما حصل، وأكدوا عبر وسائل التواصل ضرورة الوصول للجناة ومعاقبتهم.
وأطلق أصدقاء غنى وناشطون سوريون وأتراك حملة تطالب بمحاسبة قاتليها والإسراع بالقبض عليهم وتضمنت الحملة صورة لـ غنى كُتب عليها باللغتين العربية والتركية: (غنى أختنا ونطالب بمحاكمة قاتلها)