بقلم رئيس التحريرأُخْبِرَ السيِّد أمين عام جامعة الدول العربية (نبيل العربي) عن استعدادات الدول الكبرى لحضور محادثات فيينا التي تتعلق بالقضية السورية، واعتقادًا منه بالدور (المحوريّ) الذي تلعبه الجامعة منذ غابر الأزمان ظنَّ أنه من الشخصيات المهمة المدعوة إلى حضور المحادثات، فحزم حقائبه وودّع أهله واستعدَّ لقضاء بعض الأيام في المدينة الساحرة فيينا بعيدًا عن القاهرة التي تغرق في الشقاء.راح (العربي) يتقلب بين الهاتف والبريد منتظرًا كرت (العزيمة)، ولمّا أَيِس من الدعوة أيقن أنَّ اسمه لم ينزل في قائمة (المعزومين)، وأنَّ دور الجامعة (المحوريّ) سيؤجَّل إلى لعبة جديدة ولقاء جديد. ولذلك عبَّر (العربي) في المؤتمر الصحفيّ الذي جمعه بفيرديكا موغريني وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، عبَّر عن استنكاره وأسفه، لأنَّه لم يتلقَ دعوة للمشاركة في مؤتمر فيينا بقوله: “لا أدري لماذا لم تتم دعوة الجامعة العربية لاجتماع فيينا بشأن الأزمة السورية على الرغم من دور الجامعة المحوري في القضية!”.إنَّ الذي يعرف حقيقة الجامعة العربية والدور الذي لعبته وتلعبه في القضية السورية وما قدمته لها منذ انطلاقة الثورة حتى اليوم، والذي يلمس الجمود الذي جعل الجامعة مسرحًا للخطابات الفارغة والقرارات غير المدروسة، والذي يدرك ضعفها أمام بعض الدول والضغوطات التي تتعرض لها، يتساءل: ولماذا تُدعى الجامعة العربية إلى مؤتمر فيينا؟ وما الذي يمكن أن تقدمه هناك غير (ضرب) الطعام والتقاط الصور وهزّ الرأس موافقةً على قرارات لم تقرأها؟!فالثبات الذي لزم الجامعة وبُعدها عن قضايا الشعوب هو الذي جعل دورها (كومبارسيا) في جميع المحافل داخليا وخارجيا، ولو أن للجامعة دورا (محوريًا) كما يزعم أمينها لما تعقدت قضاياها ووصلت إلى ما وصلت إليه!فبدلا من أن يتحسر (العربي) على عدم حضوره مؤتمر فيينا وضياع فرصة تغييره (الجو) هناك يجب عليه إعادة النظر في سياسة الجامعة، والاستفسار عن سبب غياب الأطراف السورية المعنية لا عن سبب غيابه هو، فإن عدد (الكومبارس) في فيينا قد اكتمل ولا معنى لوجوده هناك، خاصة وأن المجتمعين غير مستعدين لسماع الخطابات التي صدعت رؤوسهم والعبارات المتكررة التي أكلت من وقتهم!إن ما يمكن أن يقوله العربي في فيينا عن (المباركات والجهود المبذولة والترحيب بنتائج المؤتمر وأهمية الاتفاق والإشارة إلى جدّيّة المجتمع الدولي والإشادة بدوره، والإعراب عن الأمل والنجاح من أجل إيجاد صيغة توافق وتقريب وجهات النظر بالقضايا الخلافية) قاله وهو جالس في القاهرة ثم نام، فمن أيقظ (نبيل العربي) وأخبره أنَّ ثمَّةَ اجتماعًا فيينا؟