فرات الشامي |
زمان لما كنت أمشي بحلب وأسمع بياع الجرائد يصيح
الوطن ب 5 ليرات.
الثورة ب 5 ليرات.
العروبة ب 2 ليرتين .
كنت مفكر أنه بيقصد سعر الجريدة»… محمد الماغوط.
حكي جرايد… السوريين بخير، رغم الحرب والمؤامرة الكونية بسكويت سامي حافظ على أسعاره، كذلك روبي ((ليس المقصود الفنانة اللبنانية الحلوة))، روبي بسكويت مغطس بالشوكولا… إلك ولنصك الحلو.
كنا عايشين بعزّ ونعيم، صحيح المخابرات مرافقتك متل ظلك، ويمكن تخاف من ولادك يسلخوك تقرير يجيب آخرتك، وتلبس تهمة “إخونجي” توديك ورااااا الشمس، لكن الصراحة… كان في أمن!!
لا تستغرب … أي الأمن معبي الشوارع، رفيقتي المسيحية ((جورجيت)) كان زوجها ((فادي)) عم يتناقش معي وجبنا سيرة سيادتو “حافظ الأسد” وحكينا عن الفساد يلي نخر عظم الدولة، ما خلاني كفي… حلف بالله أنو مأمور يكتب تقرير شو صار ببيتو!!
ما عم قلك كنا عايشين وفي أمن.
لك آه ما بعرف من وين إجونا جماعة “ما منحبك”، وقال طلعتنا روسيا سنجق عرض بدها تصلح الجهاز الأمني… العمى فعيونهم والله كان شغال وعين الله عليه… محسودٌ محسودٌ يا ولدي.
أنا أخدت نتيجتي بالتاسع (الإعدادي) من فرع ناصيف (الخطيب) قبل ما تطلع النتيجة بيومين، لك شو بدهون السوريين على قولة صاحبنا “أبو علي” الموظف الحكومي.
الحمد لله؛ عد على أصابعك: كان عنا فرع ناصيف، ودوبا، وزيود، ومخلوف، فرع عبد الفتاح قدسية، حتى زيتوني إلو فرع!!
أي خزيت العين خزيت العين بين كل فرع وفرع في عنا فرع (مخابرات طبعاً)… بكل زاروبة، بكل حارة… أكثر من الكشاك (مثل شعبي، يعني محلات مصنعة موضوعة على الأرصفة)، صحيح حتى هي كانت للأمن أو محسوبة عليهم… وريحتها شي بيشهي كأنك فايت على الحمامات “التواليتات” أنت أكبر قدر.
حتى القضية الفلسطينية عمل السيد الرئيس حافظ الأسد فرع خاص فيها “فرع فلسطين”… الداخل فيه مفقود والخارج منو مولود.
في فرع المنطقة، أمن الدولة، والجوية، فرع المعلومات، وهاد أهم تخصص، شغلتو وعملتو تكميم أفواه الإعلاميين، حرام مو مشان شي بس لحتى يحمي الوطن ويراقب الكتاب والصحفيين ووسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية والمرئية.
لك فعلاً يلي استحوا ماتوا…!!
كل شي كان رخيص حتى شوفوا ياسر العظمة وهو عم يحسب راتبو كيف وَصّلوا على مشفى المجنين لما لقى حاله تحت الصفر، معدوم يعني…أهم شي أنو خايف من المخابرات.
شوفوا يوميات مواطن… لوحة من لوحات مرايا أيام الثمانينات، كيف كان كل شي “غير متوفر” حتى الحفاضات للأطفال… وشوفوا المواطن كيف خايف من المذيع “سليم كلاس” وشلون عم يهرب من الميكروفون.
يعني وللصراحة والتاريخ، والواحد ملائكتو عم تسجل:
الرخص يلي كان شي فوق الوصف، لأنك أساساً ما بتلاقي شي، كلو مفقود، ما قضية ضعف تصدير وإنتاج حاشى وكلا… بس نحن دولة مواجهة مع العدو الصهيوني.
بقى من وين طلعوا جماعة ما في للأبد ما بعرف؟!
شوفوا الناس شوفوا.
كل شيءٍ بالفصيحِ كان رخيصاً، الوطن والمواطن، أمّا الديمقراطية فهي ثالث أغلى المفقودين… ثمنها مرتفع، ما عليك إﻻ تسديد المبلغ المنصوص عليه في لوائح اﻷمن حتى تعلّب وتدخل مجلس الشعب واﻹدارة المحلية.
خروجاً عن المألوف بدت صياغة الحروف عاميةً في لحظاتٍ فارقة من تاريخ سورية اﻷسد التي أراد شبابها الحر أن يجردوها من لقبٍ مدسوس… أرادوا تدوين مذكراتهم منتقلين من طور الرقم صفر، إلى الرقم اﻷصعب.