طلال شوار
بغض النظر عن رأينا بمسلسل “غرابيب سود” ولكننا نتفق على أنَّه موجه للإساءة للإسلام المعتدل من بوابة داعش وغيرها بتمويل وتخطيط إيراني وتواطؤ عربي مفضوح.
ولكن السؤال: لماذا لا يكون هناك إنتاجات ضخمة بنفس المستوى لفضح جرائم إيران والإرهاب المجوسي في البلدان العربية؟
أين رؤوس الأموال الإسلامية من هذا الضخ الإعلامي المبتذل تجاه الإسلام المعتدل الذي يسعى بكل ما أمكن لتشويهه وشيطنته من خلال أعمال فنية ضخمة إنتاجياً وإخراجياً؟
ومعلوم بالضرورة مدى أهمية الإعلام وخاصة المرئي منه وبالتحديد العمل الفني وتأثيره بالرأي العام ونشر الأفكار والسموم؟
إنَّ العمل الفني غرابيب سود لهذا الموسم ليس أول تلك الأعمال التي تهاجم الإسلام تحت غطاء فضح الإرهاب وتعريته، ولن يكون الأخير، وما زلنا نكتفي بالمتابعة والشجب والندب وإلقاء كل ما يجري على شماعة المؤامرة، في حين إنَّه بإمكان الكثير من أصحاب الثروات من المسلمين القدرة على إنتاج أعمال أضخم وأكثر تأثيراً تظهر الإسلام الذي يريدون تشويهه بصورته الناصعة، وتفضح في الوقت عينه جرائم أخطبوط الإرهاب في المنطقة إيران وملحقاتها من قبيل الحشد الشعبي والحرس الثوري والميليشيات المتطرفة المنتشرة على مساحات واسعة من بلداننا العربية ليس أولها العراق ولن يكون آخرها اليمن، وتجسيد جرائمها البشعة التي تفوق ما صورته أعمالهم من جرائم داعش.
نحن مطالبون اليوم بوقفة حقيقية وصادقة وصحوة ضمير انتصاراً لقضايانا والوقوف بالمرصاد بوجه كل مشروع يحاول النيل من وجودنا، ولكي نكون فعالين ومؤثرين علينا أن نردَّ الصاع بمثله، فلا يمكن مواجهة الفن بالرصاص أو التفجيرات أبداً، فذلك يكرس ما يريدونه من أعمالهم القذرة هذه بل الفن يواجه بالفن، وإن لم يكن ذلك فعلينا أن نقبل بمجتمعات بأكملها وهي تزدرينا كمسلمين وتنفر من تعاليم الدين الحنيف، واﻷسوأ والأخطر عندما تنجح مثل هذه الأعمال في حرف كثير من شباب الإسلام عن دينهم وجعلهم يعيدون النظر في تعاليمه، وقد تتبعه أعمال تسوق للمذهب الإثنى عشري على أنَّه الإسلام العصري والمعتدل وتظهر معتنقيه سفاحي غيران على أنَّهم حمائم السلام القادمة لتخليص العالم من جرائم الغرابيب السود.