اختتمت مساء أمس السبت 6 كانون الثاني 2018 في جامعة غازي عنتاب، على مدرج كلية الإلهيات دورة تدريبية تأسيسية في علم تحقيق المخطوطات لطلاب الدراسات العليا والباحثين.
حاضر فيها مدير معهد المخطوطات في القاهرة الاستاذ الدكتور فيصل الحفيان إلى جانب الدكتور محمود مصري مدير المكتبة الوقفية في حلب سابقا (إحدى أهم أماكن توفر المخطوطات في سوريا) والتي عملت على برامج مشابهة في حلب قبل الثورة، واستاذ تحقيق النصوص في الدراسات العليا في جامعة السلطان محمد الفاتح وفي مركز البحوث الإسلامية (إسام) في إستانبول، وأيضا الدكتور حمزة البكري أستاذ علم الكلام في جامعة محمد الفاتح في إستانبول
وقد حضر الدورة عدد من الباحثين والأساتذة السوريين والعرب والأتراك من المدرسين في الجامعة ومن خارجها، كما حضر الافتتاح وحفل الاختتام عميد كلية الإلهيات نائب رئيس جامعة غازي عنتاب (البروفيسور شيخ موسى دمير)، والذي أكّد في كلمة له أن هذه الدورة هي بداية للتعاون العلمي بين الجامعة ومنظمة تآخ ولن تكون الأخيرة، وأن الحروب والأزمات يجب أن لا تبعدنا عن العلم والتعاون العلمي في المواضيع ذات القيمة الكبيرة كما موضوع الدورة هذه، وأن جامعة غازي عنتاب لا تعتبر اللغة العربية لغة أجنبية بل هي اللغة الأم للأتراك لغة القرآن والسنة، ونوه لاهتمام جامعة غازي عنتاب وكلية الإلهيات خاصة بحفظ التراث وإحيائه
الدكتور محمود مصري المشرف العام والمنسق العلمي لهذه الدورة وأحد المحاضرين فيها أفاد في كلمة له: أن هذه الجهود يجب أن تستمر لأن العلاقة مع التراث هي علاقة هوية وانتماء للأمة الإسلامية التي تجمع جميع الشعوب المنتمية إليها، ويجب أن تتابع هذه الدورة بدورات أكثر تخصصية وعلمية.
الأستاذ عمار طاووز المدير التنفيذي لمنظمة تآخ قال لصحيفة حبر: (إن أهم أهداف هذه الدورة هو الحض على نشر علم تحقيق النص التراثي لاسيما المخطوط منه تحقيقاً علمياً على أصوله وفق أفضل المدارس المتبعة في التحقيق وكذلك إعداد الكوادر المؤهلة في التحقيق العلمي وفق المنهج السليم والمضمون الصحيح، وهذه الدورة تُعتبر ضمن برنامج بناء القدرات الذي تهتم به المؤسسة حيث يستفيد منه طلبة الدراسات العليا استعداداً لبناء سوريا الحرة).
عبد الله عتر أحد الباحثين في الشريعة الإسلامية وعلومها وأحد المشاركين في الدورة قال: أن الكثير من العلوم المهمّة جداً لا زالت حبيسة المخطوطات التي يوجد الجزء الاكبر منها في تركيا، ولا بد من الاطلاع على كيفية التعامل معها وإخراجها إلى النور لكي تكون عونا لما في النهضة وفهم الماضي وقراءة المستقبل
استمرت محاضرات الدورة خمسة ايام بحدود ثماني ساعات يوميا وتناولت مختلف الموضوعات الأساسية في علم التحقيق وعددا من الجلسات التطبيقية التي وضعت أمام المشتركين الطرق السليمة لتطبيق الجانب النظري الذي احتوته المحاضرات.