لا يخفى حال البلاد على أحد ، ولا نرغب هنا بتكرار ما يعرفه غالبية الناس من أن إصلاح الأوضاع يستلزم الوحدة والتنظيم في جميع المجالات العسكرية منها والمدنية والخدمية و … إضافة للإخلاص في القول والعمل ، وإصلاح أنفسنا داخلياً من أمراض الغيرة والحسد وحب القيادة والتملق و …ما أودُ الإشارة إليه هنا ، هو إصلاح من نوع أخر ، إصلاح لا يستغني عن ما تم ذكره في الأسطر السابقة فهي أساسات لا بد منها ، ولكنه لا يكتفي بها لأنها صعبة المنال إذا ما لم نسلك الخطوات الصحيحة في الطريق إليها . وتتلخص هذه الخطوات في ثلاث محاور رئيسية هي :التربية والتعليم : حيث أنها عماد المجتمع ويجب الاهتمام بها داخلياً حيث الاسرة وخارجياً حيث المدرسة والعمل ، إن الإيمان بضرورة إنشاء جيل صالح أثبت أنه ينعكس على الكبار قبل الصغار فإحساسهم بمسؤوليتهم تجاه هذا الجيل يجعلهم دائما يرتقون نحو الأفضل .الصلاة : قد يستغرب البعض أن الصلاة خطوة في اتجاه الإصلاح ، وأنها تأتي في المرتبة الثانية ، إلا أن للصلاة ميزة رئيسية لا تظهر إلا عند جيل متعلم ، وهي قيمة المداومة والاستمرارية ، حيث أننا نصلي كل يوم خمس مرات من أجل هدف واضح ، ولانكل في ذلك أو نمل ، لأننا نعلم عظيم الأجر وقسوة العقوبة ، وكذلك ينبغي أن يكون العمل باتجاه الاصلاح مستمرا رغم كل الصعوبات بلا كلل أو ملل مهما تكررت مشاهد الإحباط ، لأن فاتورة مجتمع غير صالح مكلفة جداً ، وكذلك جائزة تحقيق هذا المجتمع من الحضارة والتقدم والنهضة مغرية جداً .الإعلام : للإعلام دور كبير لا يخفى على أحد ، ولكن قيمته الحقيقية في مشروع الإصلاح هو مدى تحقيقه لفن التحفيز ، حيث يسمعك تشجيع الناس لك وإيمانهم بك باستمرار ، كما يقدم القيمة الحقيقية لعملك التي تجعلك تشعر بالرضى وتشد عزيمتك من أجل المزيد .لا أود الإطالة فما بين السطور أوضح مما ظهر فيها ، ولكن ما نحتاجه حقاً هو امتلاك الإرادة ، إرادة العمل والتغيير نحو ما يرضي الله وينفع الناس . المدير العام / أحمد وديع العبسي