أسفر التصعيد الأخير خلال الأيام الثلاثة الماضية لقوات النظام والروس التي استهدفت منازل المدنيين والبنى التحتية (مشافي ومدارس ومراكز دفاع مدني) عن مقتل 15 مدنيًا وعشرات الإصابات منها حالات حرجة، تلاها حركة نزوح جماعية كبيرة للأهالي والنازحين شهدتها مدن وبلدات ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي باتجاه مدن وبلدات الشمال الحدودية التي تعدُّ الأكثر أمنًا نسبيًا.
وسجل منسقو الاستجابة في الشمال السوري حركات نزوح من المدن والبلدات التالية:
الهبيط، اللطامنة، تلعاس، كفرزيتا، عابدين، خان شيخون، قلعة المضيق، التمانعة، حاس، والتح ومدن أخرى إلى مناطق أكثر أمنًا في مخيمات وتجمعات عشوائية انتشرت بين الغدفة وجرجناز في الطرقات الرئيسة والأراضي الزراعية قُدر عددهم بأكثر من 700 عائلة هربًا من القصف العنيف على منازلهم.
أما اليوم فقد وصل أكثر من 400 عائلة نازحة من جنوب إدلب إلى الحدود السورية التركية ومخيمات أطمة بسبب زيادة القصف منذ ساعات الصباح.
كما سجل منسقو الاستجابة حركة نزوح من مخيمات أهالي شرق السكة المقامة سابقًا حول المدن والبلدات باتجاهات عديدة أبرزها جرجناز ومعصران.
وخلال ساعات يوم أمس قصفت الطائرات الحربية 20 بلدة في ريفي إدلب وحماة وبلدات كفر زيتا واللطامنة وتجمع سكني في حرش عابدين لنازحين من ريف حماة الشمالي ب 3 غارات جوية راح ضحيتها 4 شهداء من بينهم طفل إضافة إلى عدد من المصابين. واستهدف الطيران بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة آخرين ودمار واسع في المنازل والممتلكات أدى إلى إعلانها مدينة منكوبة مع اللطامنة وكفر زيتا، فضلًا عن تعليق دوام المدارس في مدن وبلدات معرة النعمان بعد أن تعرضت اليوم قرى (جرجناز وحيش والتح والهلبة) بأكثر من 120 صاروخ وقذيفة مدفعية، في الوقت الذي تتعرض فيه هذه المناطق لقصف مدفعي من قبل قوات النظام.
وخرج مشفى اللطامنة في ريف حماة الشمالي عن الخدمة جراء قصفه بشكل متعمد بالبراميل المتفجرة من مروحيات النظام، إضافة إلى إصابة مدنيين بجروح جراء قصف مماثل على مدينة كفر زيتا.
يشار إلى أن طائرات النظام دمرت أول أمس السبت مشفى “نبض الحياة” في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي لتخرجه عن الخدمة وكان يخدم أكثر من 100 ألف نسمة.
كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في قرية تل عوش بريف حلب الجنوبي بالمدفعية الثقيلة محيط بلدة جزرايا والعثمانية والمشيرفة مما أدى إلى نفوق عدد من الأغنام.
ووجهت المجالس المحلية والمدنيين رسائل لتركيا الضامنة لمناطق خفض التصعيد والمنظمات الدولية لحمايتهم من القصف والمأساة التي سيعيشونها فيما إذا استمرت حملة النظام الشرسة على إدلب.
قيادي في الجيش الحر يقول إن الفصائل حضرت مفاجآت لروسيا وحلفائها في حال استمرار مهاجمة إدلب.
ووصلت تعزيزات وأرتال عسكرية تركية على الحدود السورية التركية محملة بالدبابات والمدفعيات صباح اليوم الإثنين.
من جهته قال وزير الداخلية التركي إن أنقرة لن تتحمل مسؤولية هجرة جديدة من إدلب، أما ألمانيا تبحث مع حلفائها نشر قوات في سورية في حال استخدم النظام الأسلحة الكيماوية.
في حين قال مسؤول أممي إن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا من إدلب خلال الأيام القليلة الماضية وفق رويترز، وإن أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين قد تحصل في إدلب فيما إذا استمر القصف.
وزارة الدفاع الأمريكية أرسلت 100 عنصر من المشاة “المارينز” إلى قاعدة التنف في سورية التي يوجد فيها 600 عنصر من التحالف الدولي، وشاركت “مغاوير الثورة” بمناورات عسكرية قالت إنها تستعد لأي مواجهة سواء مع قوات النظام أو داعش، مما أثار قلق روسيا التي حذرت من استهداف القاعدة.