منيرة بالوش |
بمناسبة (حملة ١٦ يومًا) لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة، ودعماً لفعاليات الحملة نظمت جمعية (عطاء للإغاثة الإنسانية) معرضاً وبازاراً خيرياً لنساء المخيمات في منطقة أطمة الحدودية.
ويعدُّ تاريخ 25 من شهر تشرين الثاني يوماً عالمياً لمناهضة العنف ضد المرأة في مختلف دول العالم، عن طريق تنظيم البرامج والفعاليات التي ترفع مستوى الوعي بالعنف الممارس ضد المرأة، واستنكار الجرائم المرتكبة بحقها.
غير أن المرأة في السورية، عانت من عنف لم يشمله تعريف الأمم المتحدة، وهو وجودها في مناطق الحرب و الصراع، وتعرضها للموت المباشر، أو النزوح والتهجير ولحاق الأذى الجسدي والنفسي بها جراء ما عايشته من ظروف غاية في السوء.
ولنساء المخيم النصيب الأكبر من الأذى بسبب الضغوط النفسية التي يعانين منها ونتيجة الفقر والظروف المعيشية الصعبة التي تعتبر من أحد مسببات العنف ضمن الأسرة الواحدة.
صحيفة حبر التقت مع المشرفة على المعرض ضمن (حملة ١٦يومًا) لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، السيدة (هبة زكريا) للحديث عن أهداف المعرض، حيث قالت: “إن فكرة المعرض جاءت لتمكين النساء من مساعدة رب الأسرة في تأمين متطلبات الحياة المعيشية وتخفيف الضغط عنه، وكذلك مساعدة النساء الأرامل اللواتي لا معيل لهنَّ في كفاية أنفسهنَّ وأطفالهنَّ وتأمين قوتهم اليومي من خلال الاعتماد على عملهنَّ الخاص” .
وأضافت (هبة) أن “الهدف الثاني من المعرض، استغلال مناسبة حملة العنف ضد المرأة، للتركيز على أهمية المرأة في مجتمع المخيمات، فكانت هذه الخطوة لتسليط الضوء على قدرات المرأة المدفونة وراء قماش الخيم، التي بإمكانها أن تصنع من خبرتها الشخصية ومقدراتها المتواضعة إنتاجاً يشعرها بالنجاح والإنجاز رغم البؤس الذي تعيشه، والمعرض أتاح الفرصة لهنَّ لعرض منتجاتهم والتسويق لها عبر خلق سوق عمل ضمن جميع المخيمات ودعوة الآخرين من باقي المخيمات، للمشاركة في البازار وشراء المنتجات المعروضة منه. “
تنوعت المنتجات بين الأعمال اليدوية والمنتجات الغذائية المعلبة والمحفوظة بطريقة صحية وطبيعية، وبعض الأنشطة من مهارات الخياطة كإعادة تدوير الملابس وغزل النسيج وبعض فنون الأشغال اليدوية ، كما تضمنت رسومات فنية كلوحات الفحم ، ولوحات زيتية كانت الأقدر على محاكاة واقع المرأة السورية وماتعرضت له من عنف.
الشابة (آية معيكل) من سكان المخيم، مهجرة نازحة من ريف إدلب تروي لنا عبر رسوماتها الفنية التي شاركت بها في المعرض عن قصص النساء المعنفات، إذ تحكي لنا في إحدى لوحاتها عن النساء اللواتي لم يجدنَ حيلة للتعبير عن حزنهنَّ سوى بالصمت والدموع، فيبكينَ آخر النهار على الوسادة من القهر والعنف الذي يعانين منه، وبلوحة أخرى تصور لنا المرأة كأنها سورية الجريحة وقد أكلها الدمار والخراب وهي تنهض من ركامها.
آية ابنة التسعة عشر ربيعاً، وخلال سكنها بالمخيم منذ سبع سنوات، قابلت الكثير من النساء ونقلت معاناتهنَّ بريشتها وقلمها وبعض الألوان الزيتية.
ونوهت (السيدة زكريا) إلى أن أنشطة الفعالية تدار على ٣ أيام متتالية بدءاً من يوم الأحد من الشهر الحالي، وضمَّت عدة نساء عاملات من مختلف مخيمات النزوح في الشمال السوري يعرضنَ خلال المعرض أعمالهنَّ وتجاربهنَّ الشخصية.
يذكر أن المعرض يقام للمرة الثانية في مخيم أطمة، وذلك بعد النجاح والقبول الذي حظي فيه في المرة الأولى في تشرين الأول وكان بمنزلة دافع قوي للنساء للاستمرار بالإنتاج والنجاح وإيصال صوتهنَّ للعالم ولو من قلب الخيمة.