لا أحاول أن اقدم تنظيراً في هذه العجالة، حتى ولو حملت اسم نظرية، فمن الطبيعي جداً أن الإنسان يبحث عن الحلول عند تعرضه للمشكلات، ولكن طريقة البحث تختلف باختلاف الخبرات عند البشر، ما أسعى إليه هو بعض الملاحظات التي نتعرض لها كسوريين عندما نبحث عن حلول لمشكلاتنا، تجعل من إيجاد الحلول مهمة شبه مستحيلة .
كسوريين، دائماً ما نبحث عن الحلول المثالية، الحلول التي لا تقبل النقص، والتي تتجه نحو كمال أسطوري يتوج عادة بفشل في إيجاد الحل، أو خيبة مؤلمة لمخالفته لما هو متوقع .
علينا أن نعامل الأمور بواقعية، والأشخاص بواقعية أكثر إذا أردنا النجاح وعدم الإصابة بخيبات أمل، علينا عدم تجاوز حاجات الناس الأساسية عندما نطلب مساعدتهم مهما كانوا أوفياء، فاحتياجات الحياة باستطاعتها أن تغيّرهم في وقتٍ ما، ولن يكونوا عندها مقصرين أو خونة، وإنما ستكون أنت من لم يحسن تقدير الأمور، وطلبت من الناس ما لا يستطيعون تقديمه، وأجابوك يومها بروح الحماسة أنهم سيواصلون .. ولكنها روح الحماسة وليست روح الواقع التي يختلف معها كل شيء تقريباً ..
إياك أن تشتري من أحدٍ ما لا يستطيع بيعه .
عليك أن تستخدم أساليب الإقناع التقليدية في استهدافك لشركائك، ولكن ضع قيمك في المقدمة دون أن تفرّط في استخدام جميع الوسائل الأخرى .
تقبل أن الناس يخطئون، ويتعلمون، وربما يتصرفون بانفعال وعاطفة، ويتأثرون بمحيطهم، وجميع الأفكار المسيطرة على هذا المحيط، فلا تتوقع منهم المختلف، حتى وإن كان هناك بعض المتميزين فعاملهم كمتميزين، وليس كحالات طبيعية، ركز على مواصفات الشريحة العظمى فهي التي تصنع التغيير، وليس من يسمّون بالنخبة، فالنخبة الحقيقية هي الفئة القادرة على التعامل مع البسطاء وقيادتهم للحلول، وليس التنظير والتعالي عليهم وتقديم الحلول الجاهزة .
اصنع الكثير من الحلول بدلاً من أن تبحث عنها .
المدير العام / أحمد وديع العبسي