محمد ضياء أرمنازي
لقد حوَّلت وسائل الاتصال الحديثة العالم إلى قرية صغيرة، وأصبح الناس يتواصلون مع بعضهم البعض كتابةً وصوتا، وعن طريق الصور والفيديو، وكل ذلك عبر الإنترنت.
وفي ضوء ذلك بات الإنسان يشعر بقرب أخيه الإنسان على الرغم من وجود المحيطات والجبال والمسافات الطويلة تفصل بينهما، وكان لوسائل التواصل الحديثة إيجابيات كثيرة يصعب حصرها في موضوع واحد.
ولا تقتصر أهمية وسائل الاتصال على جانب واحد محدد من جوانب الحياة، إنَّما يشمل تأثيرها على حياة الشعوب الاجتماعية، والاقتصادية والعلمية والعسكرية والسياسية.
ونظراً لأهمية وسائل الاتصال الحديثة التي أصبحت اليوم “لغة العالم الجديد”.
أقامت مؤسسة قبس للتربية والتعليم، ضمن برنامجها: (مهارات الحياة لليافعين) محاضرات عن وسائل التواصل الحديثة،
وقد استهدفت هذه الدورة طلاب مؤسسة قبس من الصف السابع الإعدادي حتى طلاب البكلوريا، وقام بإعطاء هذه المحاضرات المدرب “أحمد حداد” الذي شرح من خلالها أهمية وسائل التواصل، وتأثيرها على المجتمع بشكل عام، وعلى الفرد بشكل خاص، وقد تكلم في المحاضرات عن إيجابيات هذه الوسائل الحديثة، وبيَّن وجه الشبه فيما بينها بالنسبة إلى نشر المعلومة، وأشار إلى الفرق البسيط بين هذه البرامج في الاستخدام، وأرشد إلى كيفية التعامل معها بالطرق المثالية، وفيما يلي سرد مبسط لبعض الإيجابيات التي ذكرت في هذه المحاضرات:
1 أسرع وسيلة لتداول الأخبار والمعلومات.
2 تساعد طلاب العلم والباحثين.
3 تساعد في البحث عن فرص العمل.
4 أدَّت إلى ظهور صحافة المواطن.
5 تساعد في الأعمال الخيرية.
6 وسيلة للدعوة إلى الله.
وإنَّ من أهم الإيجابيات التي ظهرت مؤخراً هي “صحافة المواطن”
فلم تعد مهنة الصحافة حكراً على من درس الإعلام والصحافة وتخرج من جامعاتها، بل أصبحت هذه المهنة المهمة والنبيلة في متناول كل قلم حر يجيد الكتابة، وأصبحت في متناول كل مصور يجيد التصوير بعدسته الملونة لينقل من خلالها الصور ومقاطع الفيديو المهمة، مواكباً لمعظم التطورات الجديدة في منطقته.
ولهذه الوسائل أيضاً سلبيات كثيرة من أهمها:
1 نشر الأفكار الهدامة.
2 عرض المواد غير الأخلاقية.
3 نشر الشائعات والأكاذيب.
4 انتحال الشخصيات.
5 إثارة المشاكل الزوجية.
6 ساعدت في التفكك الأسري.
7 أدت إلى الانعزال عن الواقع.
8 التحريض ضد الغير.
بيد أنَّ الجانب الأهم والأخطر، هو ما نعيشه حاليا في ظل الثورة السورية من نشر الشائعات والأكاذيب التي تأتي قبلَ كلِّ عمل عسكري ينوي النظام القيام به، كالتي يروج لها عبر غرف الوتس أو التلغرام أو الفيس وغيرها من وسائل الاتصال، والهدف منها نشر القلاقل والأخبار الكاذبة التي تفيد بتقدم النظام على جبهات القتال؛ وكلُّ ذلك لزرع الخوف والرعب بين المدنيين في المناطق المحررة.
وأخيرا بعد أن أصبح جهاز الموبايل في جيب معظم الشباب واليافعين، وجب علينا نحن في المؤسسات التعليمية، التركيز على مثل هذه النشاطات، التي يهتم بها معظم الشباب؛ ليكون لها أثراً واضحاً في حياتهم.