كشف مقطع فيديو بثّته قناة “روسيا اليوم”، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يكن على علم بهوية المسؤول الذي جاء للقائه “وحيداً” في قاعدة حميميم العسكرية (شمال غربي سوريا) والتي تتّخذ روسيا منها مركزاً لقيادة وتواجد قواتها الرئيسية التي أرسلتها إلى سوريا منذ أشهر.
وأظهر مقطع الفيديو الأسد وهو يدخل إلى قاعة صغيرة يتواجد فيها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ليقول له الأول عبر مترجم روسي يرتدي زياً عسكرياً “أنا سعيد جداً بلقائكم.. مفاجأة سارة”، ومن ثم يقوده إلى قاعة أخرى جلس فيها شويغو على طرف طاولة صغيرة إلى جانب المترجم الروسي فيما جلس الأسد وحيداً على الطرف الآخر إلى جانب شخصٍ يكتب محضر الجلسة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس السبت، أن الوزير شويغو تفقد خلال زيارته إلى سوريا العسكريين الروس في قاعدة “حميميم” الجوية، كما وقف خلال جولته في “حميميم” على أداء بطاريات “إس-400” الصاروخية المضادة للأهداف الجوية، واطلع على ظروف عمل وإقامة العسكريين والطيارين الروس في القاعدة المذكورة.
واعتبر ناشطون أن حادثة تقصّد روسيا “تصغير الأسد” ليست الأولى، حيث أثارت زيارة رئيس النظام السوري إلى موسكو قبل أشهر قادماً من دمشق وحيداً ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، انتقادات حتى من الموالين للنظام بأن الأسد “بات موظفاً لدى روسيا يتمُّ استدعاؤه في أي وقت دون أي مسؤولين يرافقونه أو حتى حراس شخصيين”.
وكانت وكالة أنباء النظام السوري (سانا)، أوردت خبراً أمس السبت 18 يونيو/حزيران 2016 مفاده أن الأسد استقبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي قام بزيارة عمل إلى سوريا بتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متجاهلة ذكر مكان الاستقبال وهو ما عملت به أيضاً القناة الروسية.
وأشارت الوكالة في الخبر المختصر الذي أوردته، بأن الحديث بين الطرفين تناول مسائل التعاون العسكري بين البلدين والعمل المشترك لمحاربة التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية.
وكانت روسيا أطلقت عمليتها الجوية في سوريا في الـ30 من سبتمبر/ أيلول 2015، وقالت وقتها بأنها جاءت بطلب من الأسد لدعم قواته في محاربة “الإرهاب”.
وفيما، أعلنت موسكو عن نشر مجموعة تشكيلاتها الجوية في قاعدة “حميميم” في ريف اللاذقية (شمال غرب سوريا) حصراً، أفادت تقارير أميركية وغربية أن روسيا قد نشرت مروحيات عسكرية في قاعدتي الشعيرات في ريف حمص، والطياس في محيط تدمر إضافة إلى قوات عسكرية برية على الأرض خاصة في ريف اللاذقية ظهر جزءٌ منها بصور ومقاطع فيديو.
وفي مارس/آذار الماضي أصدر بوتين أوامره لوزارة الدفاع، بسحب جلّ المجموعة العسكرية الروسية من سوريا، إلا أن واشنطن وعواصم غربية ومصادر المعارضة السورية شككت بالأمر واعتبرته “مناورة”.
وتتهم واشنطن والمعارضة السورية القوات الروسية باستهداف فصائل المعارضة في سوريا بشكل رئيس، وتجاهل استهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الأمر الذي تنفيه موسكو.
المصدر : هنفغتون بوست