رغم الجراح والجوع، ورغم الحصار وتسلط الطيران، لم ينسَ الشعب السوري الثائر قضية فلسطين المحورية وأطماع الإسرائيليين قي تهويد مدينة القدس.
لبيك يا قدس، والقدس لنا، هكذا كانت تصدح الحناجر في مدينة إدلب عندما خرجت مظاهرة حاشدة من أمام رئاسة الجامعة جابت الشوارع حتى وصلت إلى كلية الطب، وقد خرج جميع الطلاب والطالبات في الجامعة ومن جميع الكليات منددين بقرار ترمب المتضمن الاعتراف بالقدس العربية عاصمة للإسرائيليين.
رفض المتظاهرون هذا القرار، ودعوا للوقوف في وجه هذا القرار وعدم الاعتراف به دولياً، وأدانوا موقف بعض الحكومات العربية التي تواطأت مع اليهود وسكتت عن هذا القرار.
صحيفة حبر التقت مع عدد من الطلاب المشاركين في هذه المظاهرة:
(تسنيم شيخ أحمد) طالبة في قسم الآداب لغة فرنسية: “خرجنا في هذه المظاهرة التي دعت إليها رئاسة الجامعة، للتنديد بقرار ترمب الذي ينص على الاعتراف بالقدس العربية عاصمة للإسرائيليين، وقام الطلاب من جميع الكليات بتلبية نداء الأقصى”.
وقد أضافت (أم بلال) من كلية الآداب أيضاً: “نحن في كلية الآداب وجميع طلاب الجامعة في مدينة إدلب لبَّينا الدعوة لهذه المظاهرة للوقوف مع الشعب الفلسطيني في محنته رافضين لقرار ترمب الأخير الذي يعترف بالقدس العربية عاصمة لليهود، وقد شجعت إدارة الجامعة الطلاب على الخروج في هذه المظاهرة”.
(زكريا خليف) من مكتب الطلبة في جامعة إدلب: “كان لقرار ترمب الأرعن بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف القدس عاصمة لليهود تداعيات كبيرة على الشارع في العالم الإسلامي والعربي، ونحن كطلاب في جامعة إدلب نقف في وجه هذا القرار ونرفضه ونؤكد تمسكنا بعروبة القدس “.
ويضيف أحد الطلاب: “دعونا إلى هذه المظاهرة من خلال النت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وقد لبَّى جميع الطلاب هذه الدعوة، وكان تفاعلهم سريع جداً، وتم التنسيق مع رئيس جامعة إدلب ومختلف الفعاليات المدنية للمشاركة في هذه المظاهرة على أن يكون طلاب جامعة إدلب المكون الأساسي فيها، لنؤكد أنَّ طلاب جامعة إدلب فاعلون في أي قضية تمسُّ العالم الإسلامي بشكل عام”.
(عائشة قرمش) طالبة تربية: “بدأت المظاهرة بعد وقفة تضامنية من رئاسة الجامعة وكلية الآداب، نحن لا نستطيع الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني إلا بحناجرنا الصادقة؛ لأنَّنا نعيش في حرب، لكن هذا لا ينسينا قضيتنا الأساسية بأنَّ القدس عاصمتنا، والقدس لجميع المسلمين، وليست فقط للفلسطينيين”.
هذا وقد شهدت معظم المدن والقرى في المناطق المحررة مظاهرات غاضبة تنديداً بقرار ترمب “البلفوري”، و خرجت المظاهرات في أرياف إدلب وريف حماة الغربي وريف حلب، وحتى في المناطق المحاصرة في الغوطة، ولم يكن الجوع يثنيهم عن الخروج للتعبير عن غضبهم من هذا القرار وموقفهم المساند للقضية الفلسطينية ولعروبة القدس، وقد شارك بالمظاهرات في تلك المناطق معظم الفعاليات المدَنية والشعبية ومعظم الطلاب في المدارس تلبية لنداء القدس”.