محمد ضياء الأرمنازي
انتشرت في الفترة الأخيرة إشاعة عن قدوم الكهرباء إلى مدينة إدلب، وبدأ يبنى عليها الأفكار للمشاريع والأعمال التجارية، باعتبارها جزء مهم في حياة الإنسان في العصر الحديث الذي يعمل فيه كل شيء بالكهرباء،
فهل كان الخبر عبارة عن إشاعة، أم صحيحا؟ وهل ستأتي الكهرباء فعلاً؟ وهل ستأتي من عند النظام أم من تركيا؟
وللوقوف على حقيقة هذا الموضوع المهم، قامت صحيفة حبر الأسبوعية بعمل لقاء صحفي مع (عمر قاسم) مدير الكهرباء في مدينة إدلب الذي قال:
“تمَّ الوصول إلى خط التوتر 230 حماه الزربة، ثمَّ إلى محطة إدلب 230،
بعد الاتفاق بين الإدارة العامة للخدمات بمدينة حلب ومدينة إدلب، وإدارة كهرباء حلب الحرة وهيئة إدارة إدلب، ومبادرة أهالي حلب التي كانت وسيطا بيننا وبين النظام، واتفقنا على تغذية مدينة حلب ومدينة إدلب المحررة بنفس الكمية من الكهرباء، وكان الاتفاق يقضي بأن يتم تغذية الخط 230 المغذي لمدينة حلب ومدينة إدلب، بنفس الوقت الذي يتم فيه تغذية إدلب وحلب، وقد حاول النظام عدة مرات تغذية حلب دون إدلب فقمنا بقطع التوتر من مناطقنا.
الكمية الحالية الموجودة من الكهرباء سنغذي بها الخطوط الإنسانية أولاً كالشافي والأفران والاتصالات ومحطات المياه في الريف والمدينة،
وإذا كانت الكمية كافية فسوف نقوم بتفعيل مشروع الأمبيرات لإيصال الكهرباء إلى البيوت.
حالياً الكمية الموجودة من الكهرباء لا تكفي لتغذية مدينة إدلب، على الشبكة الرئيسية، لأنَّ مدينة إدلب مع الريف تحتاج إلى 250 ميجا، وأكبر كمية نستطيع أن نأخذها الآن هي 30 إلى 40 ميجا بالنسبة إلى الريف والمدينة، لكن الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها تغذية البيوت في إدلب والريف هي طريقة الأمبيرات، لأنَّها الطريقة الوحيدة التي تضبط كمية الاستهلاك، وقد تستهلك مدينة إدلب بهذه الطريقة 15 ميجا فقط، وسوف نستخدم شبكة الأمبيرات والقاطع نفسه لإيصال الكهرباء إلى البيوت، وسنجهز كلَّ مولدة قريبة من المركز بهذا الخط.
الخطة ستكون بزيادة ساعات العمل حسب الكمية الموجودة من 7 ساعات إلى 8 وستكون هناك تغذية صباحية وتغذية مسائية.
أما بالنسبة إلى السعر سوف يبقى على حاله 2100 للأمبير الواحد بحيث إذا قطع التوتر ستكون المولدة والشبكة جاهزة للعمل في أي وقت لكيلا نحرم الأهالي من الكهرباء في حال قطع التوتر، لأنَّ خط الزربة يقع في منطقة اشتباك دائم، وممكن أن ينقطع في أي ساعة نتيجة المعارك أو القصف.”
لماذا لا تغذون البيوت عن طريق الشبكة الأساسية؟
“لا يمكن تغذية البيوت عن طريق الشبكات الأساسية لأنَّها مسروقة، ومعظم المراكز والشبكات الأساسية غير موجودة، ومديرية الكهرباء لا تستطيع تغطية التكاليف الكبيرة لإصلاح هذه الشبكات، وإن وجدت الشبكات والمراكز فإنَّها سوف تحتاج من 40 إلى 50 ميجا من الكهرباء كحد أقصى مع التقنين.”
لكن هناك من يقول: إنَّ هذه الكهرباء جاءت من عند النظام بالمجان، فلماذا ستأخذون ثمنها؟
“هذه الكهرباء لكافة المسلمين، ونحن لم نأتِ بها بهذه السهولة، وكنَّا نضغط على النظام في مرات عديدة لكي نحصل على هذا التوتر، وكانت تكلفة صيانة هذا الخط 5 مليون، للوصول من محطة الزربة إلى محطة إدلب عزوز 66، لكن سوف يكون مردود جباية الأمبيرات بعد سداد التكاليف لصيانة الخطوط وإعادة تجهيز المراكز وتصليح الشبكات في كافة المدينة إن كانت الإمكانات مناسبة، وحينها سوف نلغي التغذية عن طريق القاطع ونغذي كافة الشبكات كما كانت في السابق.”
لكن في مدينة حلب عندما قامت الإدارة العامة للخدمات بتركيب مشروع قاطع، كان المبلغ رمزيا، فلماذا هنا في إدلب هذا السعر الكبير نسبياَ؟
“في مدينة حلب كانت الشبكة والمراكز موجودة، أمَّا في مدينة إدلب لا يوجد شبكة، ولهذا كانت التكلفة مرتفعة نسبياً.
أما بالنسبة إلى موضوع ضبط استهلاك الكهرباء في المديريات، سيكون هناك قواطع لكل مديرية بحسب حاجتها الضرورية، لكيلا يكون هناك هدر للكهرباء، وسوف يكون هناك ضبط لهذا الموضوع، وسيمنع أي موظف من أخذ الكهرباء إلى بيت دون أن يكون هناك طلب نظامي، وأي شخص سيقوم بأخذ الكهرباء إلى بيته سيتم محاسبته ومعاقبته، ولن يكون هناك سرقات لأنَّ شبكة الأمبيرات مضبوطة.”