تكثر الإصابات بين المدنيين في مدينة حلب بسبب استهداف النظام لجميع أحيائها وبمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، فيصاب المدنيين بالجروح المختلفة الخطورة، وقد تتأخر سيارة الإسعاف في الوصول إلى المكان المقصوف بسبب انقطاع الطريق أو كثافة القصف، وفي هذه الحالة يجب على الموجود في منطقة القصف أن يساعد الجرحى بقدر علمه في مبادئ الإسعافات الأولية.
ونظراً لأهمية تعلم مبادئ الإسعاف الأولي، قامت مؤسسة قبس للتربية والتعليم وبالتعاون مع معهد عمر بن عبد العزيز، بإقامة (دورة المعلم المسعف)، في مدينة حلب مستهدفتاً 250 معلماً.
مدة الدورة الواحدة ثلاثة أيام تتضمن ساعتين نظري وساعتين عملي في اليوم الواحد، مقسمة إلى عشرة دورات، وقد قدمت مؤسسة قبس في نهاية كل دورة، شهادة حضور موقعة من معهد عمر بن عبد العزيز ومؤسسة قبس للتربية والتعليم، وقدمت المؤسسة أيضاً حقيبة إسعافات أولية لكل من حضر هذه الدورات.
يقول أحمد حداد مسؤول الحماية في مؤسسة قبس للتربية والتعليم:
(جاءت فكرة الأستاذ المسعف بعد كثرة القصف من الطيران الروسي والأسدي على مدينة حلب المحررة، وبعد استهداف المشافي والمدارس كانت الرغبة في أن يكون في كل مدرسة معلم مسعف على الأقل يكون قادرا على التعامل مع الإصابات التي يمكن أن تحدث في المدرسة).
وقامت صحيفة حبر بزيارة معهد عمر بن عبد العزيز لتغطية دورة المعلم المسعف، والتقت مع يوسف رحال المدير الإداري في المعهد فقال:
(تعاون المعهد مع مؤسسة قبس ضمن مذكرة تفاهم من خلال برنامج علمي يشمل المواضيع الأساسية في الإسعافات الأولية، التي يجب أن يهتم بها كل معلم في المدرسة).
ويقول المدرب محمود رشاف خريج كلية تمريض ومدرب في معهد عمر بن عبد العزيز:
(الغاية من الدورة تعليم بعض مبادئ الإسعافات الأولية، وكيفية التعامل مع حالات الإصابات التي يمكن أن تحدث في الصف، أو المنزل، وكيف تقوم بإيقاف النزيف وكيفية التعامل مع حلات الكسور وغياب الوعي وتوقف أيضاً القلب والتعامل الأمثل مع الحروق من الدرجة الأولى والثانية).
وقد أخذنا أيضاً رأي بعض المعلمات المتدربات في الدورة.
تقول المعلمة فاطمة العبد من مؤسسة جيل القرآن:
(يمكن للمعلم أن يكون مسعفا في حال عدم وجود المسعف، ويجب على الجميع أن يتعلم طرق الإسعافات الأولية المهمة في هذه الظروف بالذات، لأننا نعاني من قصف النظام بشكل مستمر).
وتقول المعلمة صباء السلمو من مدرسة جيل القرآن أيضاً:
(تعلمنا في هذه الدورة كيف نساعد كثير من الحالات التي لم نكن نعلم كيف نتعامل معها، سواء في المدرسة أو في المنزل، ولأنَّ الأطفال أمانة في أعناقنا يجب علينا المحافظة على حياتهم.
ونشكر الاهتمام الكبير الذي قدمته لنا مؤسسة قبس للتربية والتعليم من تأمين المواصلات لجميع المدرسات لحضور هذه الدورة).
لكن لماذا لا تهتم معظم المؤسسات الخدمية بمثل هذه الدورات المفيدة التي يمكن أن تساعد أي شخص مصاب سواءً كان من المراجعين أو من المؤسسة نفسها خاصة وأنَّ القصف الهمجي الروسي الأسدي لا يميز بين مؤسسة تعليمية أو خدمية؟!.