تقرير: غسان دنوخمس سنوات تكاد تمضي على الثورة، تتغير وتتطور فيها آليات العمل الثوري عاما بعد عام، لنسمو ونرتقي بأسلوب العمل المؤسساتي ونبني أنفسنا.اليوم نسلط الأضواء على واقع انتخابات مجالس الأحياء في مدينة حلب، فهل تطورت آليتها من عام لآخر؟ أم أنَّها استمرت على ماهي عليه؟تساؤلات برسم الإجابة عنها من قبل المكتب القانوني لمجلس مدينة حلب الحرة وبعض مجالس الأحياء.نبدأ من مجلس مدينة حلب الحرة، حيث أخذتنا جولتنا إلى مكتب الأستاذ “طاهر ملاح” رئيس الدائرة القانونية في مجلس مدينة حلب، والذي أجابنا براحبة صدر على ما يلي:ماهي آلية انتخاب مجالس الأحياء بحلب، وماهي الشروط الواجب توفرها في المرشحين؟”آلية الانتخاب حاليا بدأت بعمل نظام داخلي جديد، وتمَّ إقراره من قبل الهيئة العامة بتاريخ 1/1/2016 والموافقة عليه، وقد تغيَّرت بعض الشروط في نظام عمل المجالس وآلية الانتخاب، حيث يتمُّ تقديم أسماء المرشحين من قبل الأهالي في الأحياء، و مراجعة الطلبات خلال مدة زمنية يحددها المكتب القانوني، وفيما بعد تغلق القائمة ويتمُّ فحص الطلبات بما يوافق النظام الداخلي، ثمَّ يتمُّ فتح باب الطعن على المترشحين في حال وجود طلبات طعن، وبعد فحص الطعون يتمُّ إصدار القائمة النهائية لتبدأ الانتخابات بطريقة شفَّافة من خلال صندوق زجاجي وفي مكان عام، ومن يحصل على أعلى نسبة يتمُّ تعيينه في المجلس ويتم الإعلان عن الانتخابات في الساحات والجوامع لإعلام الأهالي بذلك.أمَّا الشروط فهي:أن يكون سورياً مؤمنا بمبادئ الثورة المباركة، وألا يكون مرتبطاً في غير عمل يخدم النظام أو يعادي الثورة ومؤسساتها.أن يكون مساهما بالعمل الثوري قبل تاريخ 3/3/2013 وتمت تزكيته من قبل أحد المؤسسات أو الهيئات والجهات الثورية بحلب.أن يكون من سكان الحي الأصلبين أو مقيما في الحي أكثر من سنة على الأقل.أن يكون كامل الأهلية المعتمدة شرعاً وقانوناً.أن يبلغ 23 عاما.أن يكون حسن السيرة والسلوك وغير محكوم بجرم شائن.أن يكون حاصلاً على الشهادة الإعدادية كحد أدنى ماعدا المكتب التعليمي يجب أن يكون حائزاً على الثانوية كحد أدنى.ألا يكون منتميا لأي فصيل عسكري.ويتكون مجلس الحي من: رئيس المجلس – نائب الرئيس وأمين السر – عضو تعليمي: ويجب أن يكون من حملة الشهادة الثانوية كحد أدنى، ومن العاملين في التعليم – عضو إحصاء – عضو خدمي-عضوان متممان، ومسؤول إغاثي يرشح من قبل الأعضاء السبعة.ما هي دور اللجنة الرقابية التي أُحدثت حالياً؟”تقوم بمراقبة شرعية وقانونية الانتخابات، ورقابة الأعمال التي تتم في كل مدينة حلب، وفي حال حدوث أي إساءة يتم مراجعة الأمر وإعادته إلى نصابه الصحيح.”هل تقدمون أي دعم مادي أو لوجستي من ورقيات وغيرها من اللوازم لمجالس الأحياء؟”حاليا لا يوجد، ولكن بموجب النظام الداخلي لمجلس المدينة عرضنا على مجالس الأحياء إنشاء مشاريع صغيرة استثمارية تعود عليهم بدخل مادي وإنفاقها على الحي، و صرفها كمكافآت، بالإضافة إلى إشراف مجالس الأحياء على الأفران، بحيث تعين مشرفا على الفرن يتقاضى أجر ألف ليرة على كل واحد طن، فيكون دوره ضمان جودة الخبز وضمان عدم تهريب الطحين وسرقته، وقد سلمنا بعض مجالس الأحياء محطات لتحلية المياه من أجل تأمين مياه صالحة للشرب، وقد توزعت على مناطق بستان القصر، السكري، المعادي، الشعار، وغيرها بالتعاون مع مجلس المدينة.”وقد أوضح الأستاذ طاهر بأنَّه في حال وجود أي شكوى حيال وجود أي تقصير من مجالس الأحياء، التقدم إلى مجلس مدينة حلب الحرة بذلك ليتم التعامل معها بشكل جدي مرضٍ للطرفين.وأوضح أيضاً أنَّ الإغاثة تأتي لمحتاجها وليست لكل الناس، فنرجو مراعاة ذلك وخاصة في نوعية الإغاثة الخاصة كالتدفئة وغيرها والفائض يوزع على باقي الحي، وهذا بحسب رأيه الخاص.هذا وقد انتهت الانتخابات في بعض الأحياء ومنها مازالت تنتخب، حيث تتمُّ العملية على مراحل، فثمَّة 63 مجلس حي في مدينة حلب وتحتاج إلى وقت وتنظيم للوصول إلى برِّ الأمان.وقد أخذنا فكرة عن انتخابات مجلس حي سيف الدولة، وكان لنا اللقاء مع أبي حمدي رئيس مجلس الحي وككان لنا معه الحوار التالي:كيف يتمُّ في حيِّكم إجراءات انتخاب مجلس حي جديد؟”تمَّ الإعلان عن حلِّ مجلس الحي السابق وفتح باب الترشح أمام الراغبين، وتمَّ ذلك عن طريق لصق إعلانات في أرجاء الحي وعن طريق المساجد يوم الجمعة.”وماذا يقدم مجلس مدينة حلب الحرة لكم؟ “دعم بسيط لا يتعدى الورقيات، ولمرة واحد قمنا بحضور دورة وحصلنا في نهايتها على لابتوب وكميرا، وسابقاً كان يعطي عشرة آلاف ليرة سوري لرئيس المجلس والمكتب الإغاثي.”كيف كان إقبال الناس في حيِّكم على الانتخابات؟ وماهي آخر أعمالكم في الحي؟”وصل عدد الناخبين في آخر انتخاب إلى265 ناخب من أصل 386 عائلة، وهي كانت مشاركه أفضل من سابقاتها، ونسعى في مجلس حي سيف الدولة إلى أن نكون الأول في بحلب، فقد تمَّ تعيين أعضاء المكتب الإحصائي والقانوني والتعليمي، ولدينا خطط استراتيجية للمستقبل.أمَّا على صعيد الأعمال فقد تمَّ تأهيل أربعة ملاجئ في الحي وتنويرها عن طريق الطاقة الشمسية، ولدينا خطط للنظافة ومياه الآبار ومولداتها وخزاناتها، وتعاونَّا مع لجنة الأمان والعدالة الاجتماعية وهناك تغيرٌ كبيرٌ في نوعية الدورات المقدمة تختلف عن سابقتها.” هذا وتستمر الانتخابات في باقي الأحياء تباعاً، فمنها من يتمُّ التوافق عليها وتمديد دورتها الإغاثية، ومنها من تتغير وتتبدل الشخصيات فيها، ومنها من تنهال عليها الشكاوى، ورغم ذلك -وفي ظل ظروف الحرب والقصف الهمجي-تستمر الحياة.