محمد نور يوسف |
أجرت منظمة بنيان ورشة لمناقشة حقوق الطفل السوري في مدينة إدلب بمدرسة (الظاهر بيبرس) على مدار ثلاثة أيام تم فيها نقاش جميع المشاكل التي يعاني منها الطفل، وكيفية معالجتها من خلال المجتمع والمؤسسات الفاعلة والأهل في المنزل.
صحيفة حبر السورية التقت مع عدد من المدربين والشخصيات التي حضرت هذه الورشة وكانت اللقاءات التالية:
(أحمد حداد) مدرب تنمية بشرية يقول: “الغاية من هذه الورشة تعزيز حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص في المناطق المحررة، ورفع مستوى ثقافة حقوق الطفل وتعزيزها وحماية حقوقه، والخروج بورقة عمل لسياسات ضامنة لحماية الطفل، وأفكار لمعالجة التحديات، وانتخاب سفير لحقوق الطفل في كل ورشة لكي يطبق السياسات التي اتفقت عليها اللجنة أو المجموعات التدريبة.”
(محمد زكريا حلبي) مدرب تربوي: “نحن بحاجة لمثل هذه الورش بشكل دائم لأنها مهمة للتوعية، خاصة إذا كانت تنتج حلولاً لأننا شبعنا من التنظير. أهم المشكلات التي طرحت في الورشة هي عمالة الأطفال والتسرب من المدرسة وضعف الكادر التعليمي أيضاً؛ وذلك بسبب نقص الخبرات وهجرتها. تمنيت أن يكون في هذه الورشة مسؤولون من الحماية الذين عُينوا من جديد على مستوى محافظة إدلب وعددهم 134 مسؤول حماية وأن يكون الخطاب موجه لهم”.
وقد قال (حسن خناس) مدرب إدارة في التنمية البشرية: “لقد تفاجأت من احترافية طرح الموضوع في هذه الورشة، ولم أتوقع هذا المستوى من التطور في الأسلوب والأدوات. كان في الورشة تقييم احتياج للواقع، ووضع مخطط للمشاكل القائمة الآن، ووضع حلول لها والتوصل إلى مخرجات تنفذ على أرض الواقع. أنا شخصياً استفدت من هذه الورشة قبل أن أُضيف لها، وأصبح عندي الكثير من القناعات، نحن نعمل بشكل في المجتمع وهذا يحتاج إلى تجديد بشكل دائم ولن يكون هناك تجدد إلا من خلال اللقاء مع نخب ثقافية من خلالها تضاف المعارف.
أهم النقاط التي بحثت في الورشة هي معوقات التعليم والأشياء التي تضر بالطفل من الناحية الصحية، ودراسة البيئة المحيطة به وكل ما يخص الطفل والبيئة التعليمية أيضاً. أتمنى تعميم مثل هذه الورشات وبشكل أوسع مع بحث تطبيقي؛ لكي نصل إلى مرحلة نجني الثمار من هذه المخرجات”.
وقد التقينا مع (أنس حشيشو) المشرف العلمي لمشروع جلسات التيسير الخاصة بالتوعية المجتمعية لحقوق الطفل: “استهدافنا في برنامجنا معظم الشمال السوري، وحالياً الخطة التنفيذية لهذا المشروع 12 مركزًا متوزعة في كامل الشمال بدءاً من مارع وصولاً إلى مدينة إدلب، وقد حاولنا قدر المستطاع أن نستهدف أكثر من شريحة حتى يكون عندنا قدرة لنرى الطفل بالشكل المثالي، والشرائح التي استهدفناه هي على تماس مباشر مع الطفل، كأولياء الأمور وأصحاب الورشات والمهن والصناعيين وأيضاً المعلمين والمربين ومراكز الحماية والرعاية ومندوبي منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى مجموعة من الشخصيات المهتمة بحقوق الطفل.
بالنسبة إلى المخرجات التي انبثقت عن ورشة عمل مدرسة الظاهر كانت مميزة، ونظرة الحضور كانت قريبة إلى إيصال صوت الطفل من الناحية التعليمية والتربوية. سلطت الضوء على أهم المشكلات التي يعيشها الطفل من الناحية التعليمية من عمالة الأطفال والتسرب المدرسي وبعض المشاكل الصحية، والحضور حاولوا تشخيص الواقع بشكل منطقي بناء على مشاهداتهم لطلابهم.
المجتمع الدولي الآن ينظر إلى الطفل بمجموعة من العدسات الخاصة، وكان التحدي الأمثل أن نصحح هذه النظرة بناءً على أرض الواقع ونعرفه ما هي التحديات والمشكلات وحجم الانتهاكات التي يعيشها الطفل في الداخل السوري”.
المجتمع بشكل عام مقصر في حقوق الطفل، الحل يكمن بالتثقيف بالدرجة الأولى، ويقع عاتق التوعية على وسائل الإعلام المختلفة والمجالس المحلية والمدارس أيضاً، حقوق الطفل خطوط حمراء يجب ألا نجتازها بحجة الانشغال أو النسيان.