ندى اليوسف |
بعد انتشار فيروس كورونا في أغلب دول العالم، ومضي أكثر من نصف عام على ظهوره، وصل مؤخرًا إلى المناطق المحررة في الشمال السوري، التي تعاني من هشاشة القطاع الطبي الذي أنهكته حرب عقد من الزمن وقلة الدعم، بالإضافة إلى الكثافة السكانية الكبيرة.
وانطلاقًا من أهمية القطاع الصحي في ظل جائحة كورونا، صحيفة حبر التقت وزير الصحة في حكومة الإنقاذ الدكتور (أيمن جبس) ليضعنا في صورة الوضع والاستعدادات التي أجرتها الحكومة لمواجهة هذه الجائحة، حيث قال:” فيما يتعلق بالقطاع الصحي هناك عدة مراكز عزل مجتمعية ومستشفيات كورونا تم تجهيزها أو هي قيد التجهيز، وتعمل الوزارة في هذا المجال على تأمين الأماكن اللازمة لإقامة هذه المنشآت وتقديم جميع التسهيلات الممكنة للمنظمات القائمة على التجهيز”.
وأضاف أن “الوزارة تعمل أيضًا على الربط و التنسيق بين جميع الجهات الفاعلة على الأرض فيما يتعلق بمكافحة وباء كورونا رغم ضعف الإمكانيات”.
وحسب قوله، فإن “من أهم الإجراءات الوقائية المتبعة مراقبة المسافرين عبر جميع المعابر التي ماتزال مستمرة حتى الآن”.
كما تحدث الدكتور عن خطط ستفعّلها الوزارة ما إن ظهرت حالات جديدة، حيث تتوقع الوزارة حسبما أوضح (د. أيمن) أن الحالات ستتزايد، وأشار إلى ذلك بقوله: “رغم أننا في فصل الصيف، فمن المتوقع زيادة عدد الإصابات بشكل تدريجي”.
وأكد أن الوقاية هي الحل الوحيد لمكافحة هذا الوباء، حيث إن “هذا الوباء لا دواء له حتى الآن ولا لقاح، فأفضل ما يمكن عمله هو اتباع إجراءات الوقاية التي تحد من انتشاره”.
ويوجد أربعة مراكز حجر عملت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وجُهزت لحجر القادمين من تركيا خوفًا من انتقال الوباء.
وقد أشار (د. أيمن) إلى أنهم أوقفوا الحجر بدءًا من ٢٠ الشهر الماضي، حيث أصبحت أعداد القادمين من الأراضي التركية، وخاصة معبر باب الهوى، كبيرة ومن الصعب حجرها جميعًا.
وقد بلغت أعداد المحجورين خلال عمل المراكز المذكورة وفق إحصائيات وزارة الصحة ٢٣٦٩ شخصًا، تم خضوعهم للحجر الصحي أثناء دخولهم من تركيا إلى المناطق المحررة.
وقد رصدت حبر وجود تجمعات مدنية كبيرة سواء أثناء توزيع مواد إغاثية من قبل المنظمات والجمعيات، أو في أماكن الترفيه كالمطاعم أو المقاهي، بالإضافة إلى الأسواق.
يتحدث (د. أيمن) عن الموضوع بقوله: “تم التواصل مع المنظمات المعنية بشأن الازدحام الحاصل أثناء توزيع الحصص الإغاثية لوضع نظام جديد يخفف من هذا الازدحام.”
وتابع: “بالنسبة إلى بقية التجمعات ذكرنا آنفًا أننا سوف نقوم بإصدار القرارات تباعًا للتقليل من هذه التجمعات.”
وقد أشار إلى أن “الكثير من الناس غير مهتمين بإجراءات الوقاية رغم نشر جميع أساليب الوقاية وشرحها، و قد تكون هناك أسباب أخرى تقف خلف عدم الاهتمام هذا منها الظروف المعيشية والاقتصادية، وعدم توفر أدنى مقومات الحياة في بعض التجمعات و المخيمات العشوائية.”
وقد لفت (د. أيمن) إلى أن تأخر ظهور المرض عندنا و التشويش الذي تسببه مواقع مجهولة على وسائل التواصل تدعي بأن المرض مؤامرة أو تنشر أخبار متناقضة وغير صحيحة عن المرض، أدى إلى عدم إدراك الناس حقيقة المرض بشكل صحيح وعدم وعيهم بما عليهم فعله تجاه المرض.
هذا وقد بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في المناطق المحررة 13 إصابة غالبيتها في الكوادر الطبية، مُوزَّعة على مدن (أعزاز، والباب) بريفي حلب الشمالي والشرقي، و(سرمدا، وأطمة) شمال إدلب.