بقلم رنا الحلبي
لا شكَّ أنَّ عمل المرأة يعتريه كثير من الصعوبات والتحديات التي تواجهها وتعكر صفو حياتها، ومن أهم تلك المشكلات مشكلة تنظيم وقتها في ترتيب أولوياتها وتنسيق برنامج يومي يتناسب مع أعمالها المنزلية وحياتها الشخصية وعملها إن كانت من النساء اللواتي يعملن خارج المنزل.
وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة كيف غزت برامج التواصل الاجتماعي عقول كثير من السيات، وأخذت حيزا لا يُستهان به من وقتهن على حساب أعمالهن ومتابعة أبنائهن، فقد أصبحت شهرة تلك البرامج واسعة الانتشار ممَّا أثر على حياة الناس عموما وعلى حياة المرأة خصوصا، حيث ارتفعت نسبة النساء اللواتي يقضين غالب أوقاتهن على تلك المواقع، ممَّا أدَّى إلى نتائج سلبية على الترابط الأسري والقيام بأعمال المنزل، ناهيك عن مضمون تلك البرامج وما يُغري المرأة من مواقع أزياء وعروض تأسر عقلها وتسيطر عليها، هذا ولا ينفي بأنَّ تلك المواقع لها أثر إيجابي من خلال التواصل مع الأقارب والعائلة لاسيَّما في وقتنا الراهن وما نعانيه من غربة وابتعاد معظم الأسر والعائلات عن بعضها، وهي أيضا وسيلة رائعة لتبادل الآراء والثقافات وقاعدة لتكوين علاقات اجتماعية وعلمية وثقافية مع مختلف شرائح المجتمع تصب في مصلحة أفراد المجتمع، وهنا السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لا نحسن استخدام تلك المواقع للاطلاع على أمور تهم المرأة وتساعدها في تربية أبنائها وذلك من خلال تحديد ساعات لا تتعارض مع واجباتها في أعمال المنزل وتربية أطفالها وتامين متطلبات الزوج؟ وكما قال النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته فالمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها” وهذا مثال حي من أرض الواقع لامرأة تجاوزت مشكلة تنظيم الوقت وتعايشت معها، وذلك بتخصيص دفتر يوميات نظمت فيه وقتها بشكل مدروس منظم، ولم تحرم نفسها من متابعة برامج التواصل عبر الشبكات، وبالوقت ذاته حافظت على زوجها وأطفالها وممارسة دورها كربة منزل كانت مرتاحة البال قريرة العين تستيقظ قبل أسرتها بساعة من الزمن، تقوم بتجهيز احتياجاتهم، وتعدُّ لهم الفطور، ثمَّ توقظهم وتؤمن مستلزماتهم حتى ترسل أطفالها إلى المدارس وزوجها إلى العمل، ثمَّ تتفرغ لأعمال المنزل وتخصص جزءا من وقتها لبرامج ومواقع التواصل الاجتماعي، هذه المرأة أتقنت فن إدارة الوقت، ووضعت خطة لحياتها في تنفيذ واجباتها على أكمل وجه، إذ لا بدَّ للمرأة من النقد الذاتي البناء لتنجز أعمالها وتعطي وقتا كافيا لأسرتها ولنفسها، ففي المقابل إن لم تنظم وقتها وهدرت ساعات يومها في متابعة برامج الشبكة العنكبوتية سيكون مجتمعنا في خطر حتمي لضياع أسرة بأكملها، إذ ينتج عن إهمال هذه المرأة الكثير من المشكلات التي تؤثر سلبا على المجتمع بأكمله، كإهمال دراسة الأبناء وانشغال الأم عنهم ليكونوا جيل جهل قضي عليه وعلى أُمة بأكملها.
من هنا نجد أنَّ المرأة تستطيع تنظيم وقتها وترتيب أعمالها بالعزيمة والإصرار؛ لإثبات دورها في المجتمع ونجاحها كسيدة منزل، فهي تربي وتُنشئ جيلًا صالحًا، وهي قادرة على العمل أيضًا معلمة أو موظفة، فهي أساس المجتمع والعنصر الرئيسي لقيامه.