الحاج أحمد شامية .. بائع الكتب في حلب القديمة، لا أملك الكثير من الذكريات عنه، سوى أنني ارتبطت ببسطته الجميلة منذ دخولي الجامعة، .. إلى جانب المؤسسة الاستهلاكية في “باب جنين” كان يجلس كل يوم وهو يرتب كتبه وينظفها ويعيد ترتيبها لتكون أكثر ملاءمة لتخصصات زائريه .
كطالب في كلية الآداب “اللغة العربية” كنت أذهب إليه لاقتناص الروايات القديمة والكتابات المسرحية ودواوين الشعر التي صدرت لشعراء مغمورين لم يكن لهم حظ الشهرة فتكدست لديه ككتب رخيصة
كنا كثيراً ما نتجادل في السعر، فهو بائع قديم، وأنا مجرد طالب كان يحاول أن يدّخر من مصروفه ما يشتري به كتاباً يباهي بقراءته، واتساع ثقافته بعد ذلك
حديثي عنه ربما يصلح لرواية صغيرة قد أؤجل كتابتها لما بعد انتهاء الحرب، لكن المهم في الأمر أن الحاج أحمد شامية ما زال هنا، في مدينته العتيقة يبيع ما تبقى من كتب لم تحرقها قذائف النظام وصواريخه، وهو ما زال يعيد ترتيبها ونفض الغبار عنها بانتظار ما تبقى من القراء
الصورة بعدسة المبدع: أحمد حشيشو 10/9/2016
هنا حلب
المدير العام / أحمد وديع العبسي