مئات الآلاف من العيادات المنتشرة في موقع يوتيوب تقدم علاجات سريعة وموفرة للمال والجهد، وكلها مجربة على حسب زعم ناشريها عبر مقاطع فيديو توضيحية للمواد ومقاديرها والاستطبابات وغيره.
من المعروف أن المجتمع الشرقي يطبق قاعدة “إن الأعشاب التي لا تنفعك لا تضرك” وللتأكد من مضمون هذه القاعدة الطبية وجدواها والاستفسار عن العيادات المنشرة عبر يوتيوب استشرنا الطبيب (زهير فجر) دكتوراه في الأمراض الصدرية وأخصائي في الجراحة العامة.
ما رأيك بالطب البديل بشكل عام، وهل فعلا العشبة التي لا تنفع لا تضر؟
“الطب البديل أو طب الأعشاب أو الطب الشعبي، مصطلح ربما جديد لكنه قديم ويطلق حديثًا على جميع حالات العلاج القديمة من قِبل أفراد غير مؤهلين علميًّا، لكن الخبرة والممارسة جعلت منهم معالجين لحالات خاصة أو عامة.
إن العلاج الطبيعي أو العلاج بالأعشاب أحد الطرق العلاجية ومن أقدمها، ويجب أن يقترن العلاج بالأعشاب بالتشخيص الصحيح للمرض، فإن استخدام بعض الأعشاب قد يضر بعض الأجهزة الحيوية في الجسم علمًا أنه يفيد غيرها، ونعطي مثالاً على ذلك، فاستخدام الحمضيات يرفع من مناعة الجسم، لكن يزيد السعال التحسسي، لذا على المريض أن يلجأ أولاً وأخيرًا إلى الطبيب.
وهناك منحى للعلاج الطبيعي عن طريق الغذاء الصحي وأكل الأطعمة المفيدة والصحية، قال تعالى: “كلوا من طيبات ما رزقناكم” وقال تعالى: “يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس” وهذا يدل على قِدم الطب والتداوي من الطبيعة.”
ما رأيك بعيادات اليوتيوب ومواقع التواصل؟
“العيادات الإلكترونية ومواقع الإنترنت تساعد ربما في الوعي الصحي، لكن لكل حالة خاصة استطباب خاص بها لا يعرفه إلا الطبيب الذي يحدد الآثار الجانبية المحتملة للعلاج، ولا أنصح أي مريض تجريب الخلطات الطبية على نفسه إلا بعد استشارة الطبيب، فمثلا الحبة السوداء مفيدة جدًا لكنها ربما تسبب ارتفاع ضغط الدم الشرياني ما يتسبب بمشاكل صحية خطيرة جدًا للمريض، والنصيحة الصحية العامة لكل المرضى والأصحاء جميعًا تقسيم اليوم الصحي حسب أوقات الصلاة وحسب الآية الكريمة: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)
وإن الترجمة الفعلية لهذه الآية في الحياة العملية والصحية هي:مع كل وقت صلاة إجراء ما يلي: الوضوء التام، والصلاة على وقتها، وأكل بضع لقيمات، وشرب كاس ماء أو أكثر، والقاعدة الذهبية عدم الإسراف”
توجهنا أيضاً إلى العطار (أبو جميل) صاحب محل عطارة في مدينة إدلب وسألناه عن رأيه بالأعشاب للتداوي بها بدل الطب الحديث، فأجابنا: “التداوي بالأعشاب طب نافع ومفيد، لكن أخطاء الإنسان في استعمال الأعشاب بشكل مغلوط كزيادة الكميات يؤدي إلى فعل عكسي وضرر بالغ في الجسد وهدراً للأموال.”
من أين حصلت على خبرة التداوي بالأعشاب؟
“خبرتي متوارثة عن والدي، فهو عطار قديم وقمت بتطويرها مع الزمن والحمد لله حققت فوائد وزبائني في تزايد.”
ما رأيك بالوصفات المنتشرة على الإنترنت كتنحيف الكرش خلال خمسة أيام،وإزالة اصفرار الأسنان بيومين؟
أجابنا ضاحكًا: “الكرش لا يزول بسهولة، نعم الأعشاب مفيدة مع الالتزام بالكميات الموصوفة دون زيادة أو نقصان، وبالتأكيد اصفرار الاسنان يزول، لكن يحتاج شهرين حتى تجد نتائج ملموسة.”
ربما تكون العديد من الوصفات والخلطات ذات فاعلية وتعطي نتيجة موازية للطب العام أجمع عليها آلاف العلماء والأطباء، لكن لا تنطبق جميع المعايير المطروحة في مواقع التواصل الاجتماعي على جميع الحالات، فالاستخدام المغلوط وعدم التيقن من كميات المواد المخلوطة يؤدي إلى الأمراض وهدر الأموال والوقت وليس توفيرهما.
أخيرًا لا يصلح العطار ما أفسد الدهر، وليس العشبة التي لا تنفعك لا تضرك.