عبد الحميد حاج محمد |
بعد انطلاق الثورة السورية انقسم الفنانون إلى قسمين، قسم قليل مع الثورة أعلن تأييده لها، وقسم كبير بقي ضمن نطاق النظام وأيَّده وحرَّض ضد الثورة .
ويمكننا القول: إن الدراما السورية أصبحت محصورة بنظام الأسد بسبب عدم تقديم أي عمل فني من قبل الجهات الثورية والمعارضة من فنانين أو رجال أعمال منتجين.
فاليوم بعد 8 سنوات تدور في مدينة إدلب عملية تصوير المسلسل الاجتماعي يوميات العيلة، حيث يُعد الأول من نوعه في المناطق المحررة.
صحيفة حبر التقت مخرج العمل (عبود الشامي) ليحدثنا عن العمل يقول الشامي:
“إن العمل تجربة جديدة في المناطق المحررة، نأمل أن يُكلل بالنجاح، وهو عبارة عن عمل كوميدي يُناقش قضايا البطالة والغلاء المعيشي ويكرث حول الواقع الذي يُعاني منه الشباب والمجتمع بشكل عام.”
مجموعة من الشباب الطموح يشارك بهذا العمل في جهد واحد رغم قلة الإمكانيات التي يعانون منها، إذ لم تُقدم لهم أي جهة الدعم، إنما يعملون بشكل تطوعي لإنتاج العمل.” وفي ذلك يقول الشامي: “العمل هو عبارة عن مجموعة من الشباب المتطوعين الطموحين، نواجه صعوبات كثيرة أهمها تأمين اللوازم اللوجستية لإتمام نجاح العمل، أيضًا تواجهنا الصعوبات المادية كونه لا يوجد من تبنى العمل حتى الآن.”
يشارك في العمل عدة ممثلين من فئة الشباب، ويتألف العمل من 30 حلقة متصلة، في كل حلقة يتم معالجة ومناقشة قضية معينة موجودة في المجتمع بعيدًا عن الافتراضية.
(محمد يعقوب) أحد الممثلين المشاركين في العمل يقول لحبر: “دوري في المسلسل هو شخصية محروس المتداولة على طول المسلسل، ويعتبر هذا العمل هو أول مشاركة لي في الشمال المحرر، لم أواجه صعوبات، ولو أن الأستاذ عبود غير متأكد من قدرتي على تجسيد الشخصية لم يكن يعطيني الدور؛ لأن التمثيل مهنة بغض النظر عن العواطف الإنسانية. “
لعل أبرز ما غيب الدراما عن الثورة عدم وجود شركات إنتاجية سورية تقوم على إنتاج أعمال بعيدًا عن مراكز النظام ورقابته التي جعلت الدراما مؤخرًا لتلميعه والكلام فيما يخص الثورة والمساس بالشعب الثائر على أن الثورة هي عبارة عن مؤامرة ممولة خارجيًا.
يقول الشامي: “نطمح في تسويق هذا العمل لكي نثابر ونستمر في إنتاج أعمال قادمة؛ لأن هذه التجربة ستكون بوابة مقدمة للعديد من الأعمال القادمة في مجال الدراما الحرة.”
تدور عمليات التصوير في مدينة إدلب، ولم تنتهِ بعد عملية التصوير كما أن صاحب فكرة العمل هو الأستاذ عبود، ويشاركه في كتابة السيناريو الأستاذ ضياء عسود.
يُذكر أن الفريق الذي يقوم بتصوير وإنتاج العمل قام سابقًا بعدة مسرحيات تتحدث عن الواقع في الشمال المحرر، أيضًا قدم عددًا من التدريبات في التمثيل المسرحي للكثير من الشباب من هواة المسرح ليخوضوا اليوم جميعًا تجربة جديدة في مجال جديد.
يقول الممثل (محمد يعقوب) : “عندي أمل كبير أن العمل سينجح؛ لأن الكادر كاملا ًمتوحدين ويدًا واحدة، لا يوجد شيء سيصعب علينا، ونامل جميعًا، نحن الكادر، بتوفيق من الله أن ينجح العمل ويلامس قلوب الناس ونجد نتيجة بعد عملنا.
لاقى المسلسل رواجًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الشمال المحرر، وتداول الناشطون والناس أخباره بشكل كبير، وعبَّر البعض عن سعادته بعودة الفن إلى المناطق المحررة.
(فائز الدغيم) ناشط إعلامي يقول لحبر: “وجدت المسلسل خطوة إيجابية، حيث أصبح لدينا فنًا يُناصر قضيتنا، فدائمًا النظام كرس الفن لخدمته، ونأمل وجود أعمال فنية أخرى تناصر القضية السورية وخاصة بعد هجرة الفنانين والمثقفين، اليوم يوجد أشخاص في داخل ادلب يقدمون رسالة إلى العالم كله بأن إدلب ليست معقلاً للإرهاب والتطرف، فعلى العكس تمامًا، إذ ثمة في إدلب الفن والتراث ونستطيع تسويقه للعالم.”
وينتظر الكثير المسلسل الذي يُعدُّ مشروع الثورة رغم الصعوبات التي تُواجه جميع المدنيين في إدلب، ورغم الصعوبات التي تُواجه فريق العمل إلا أنهم مستمرين لإنتاج أول عمل درامي في المناطق المحررة، الذي سيكون مناصرًا للشعب ومطالبًا بحقوقه.