الأزمة السكنية تتفاقم في المحرر نتيجة الهجوم على جبل الزاوية

عبد الله إسماعيل

0 871

عبد الله إسماعيل

المنطقة أصبحت صغيرة جدًا على عدد السكان الذي يتزايد يومًا بعد يوم بسبب الحملات الشرسة التي ينفذها النظام السوري وحلفاؤه على الشمال السوري.

لم تعد العائلة السورية في الشمال السوري تجد مكانًا تستقر به بعد تهجيرها من بيوتها إلى مناطق لا أحد يسأل عنهم فيها ولا يجدون مأوى يلجؤون إليه، وإن وجدوا سيجدونه بمبالغ طائلة جدًا، إذ لاحظنا بالفترة الأخيرة بعد الهجوم الشرس على مناطق جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي تزايد التضخم السكاني في محافظة إدلب والمناطق التي بجوارها، حيث يعدها اللاجئين أماكن شبه آمنة بنسبة ٥٠% عن للمناطق الأخرى.

يوميًا نشاهد حركة النزوح من ريف إدلب الجنوبي إلى مناطق لا يوجد فيها رحمة من قبل سكانها الأصلين الذين يطلبون من المهجرين مبالغ طائلة من أجل مسكن لا تتجاوز مساحته مساحة حمام صغير تسكنه أكثر من عائلة، ليتقاسموا إيجاره ويخفف عنهم المصاريف.

أصبح إيجار المنزل سنويًا يزيد عن عشرة بالمئة من سعره الأصلي، أي أنه يفوق ما يمكن لأصحاب الدخول المتوسطة أن يتمكنوا من دفعه، فكيف على المهجرين أن يحصلوا على مسكن آمن بمبلغ لا يستطيعون دفعه، ليستغل أصحاب العقارات حاجة الناس المهجرين للمسكن، وتفاقم الأمر بوجود أشخاص نُزعت الرحمة من قلوبهم لتأجير الخيم للمهجرين.

 

وفي حديث خاص مع صحيفة (حبر) يقول (أبوعبدالله الشامي) المهجَّر من ريف إدلب الجنوبي صاحب الخمسة وثلاثين عامًا: “خرجتُ مع عائلتي من تحت القصف والتدمير خائفًا على أطفالي وزوجتي من الموت، متوجهًا إلى مدينة آمنة، وحطّت بي الرحال في محافظة إدلب، وبقيت يومين متتالين أنام مع عائلتي في سيارتي المتواضعة في الشارع؛ لأني لم أحصل على مسكن أُقيم به، وبعد محاولات عديدة لزيارتي المكاتب العقارية حصلتُ على مسكن غرفتين ومنافعهم بإيجار شهري يقدّر بـ ١٠٠دولار شهريًا وبعقد لا يتجاوز الثلاثة أشهر، مع دفع نصف إيجار المنزل للمكتب الذي قام بتأمين المنزل لي؛ وكل تجديد للعقد بعد ثلاثة أشور مُلزم بالدفع للمكتب مقدار نصف إيجار المنزل.”

وفد روسي يجتمع بأهالي درعا ويقدم لهم عرضاً

وأضاف (أبوعبدالله) أن حاله مستورة والحمد الله، لكن يوجد الكثير من النازحين من ريف إدلب الجنوبي خرجوا من منازلهم ولم يكن لديهم أي شيء يمتلكونه، وهم الآن موجودون إما في الأراضي الزراعية أو في المخيمات غير المدعومة، والكثير منهم لا يجدون طعامًا يتناولونه يجعلهم صامدين أمام هذه الحياة المرة، ولا يوجد رحمة ولا وجدان من أي شخص موجود يقدم المساعدة، إلا من رحم ربي.”

يحظى الشعب السوري في الشمال بفرصة للحياة عندما ثار من تحت الظلم والاستبداد للعيش بحياة كريمة كما تمنى ذات يوم، لكنه لو كان في جزر (الواق واق) لاستطاع أن يحظى بعدالة السماء، واستطاع أن يتحصن بشجر الحور، وأن يجد في شجرة جوز الهند ما يأكل ويشرب، ولرسم حدوده بشجر الكينا، وحصل على حريته دون زحمة الصواريخ والتهجير المستمر ودون أن يحتاج إلى حكومة لم تقدم له أي شيء، والأهم لن يكون بينه لا سارق ولا متعدٍ ولا غني ولا متسلق على ثورته.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط