أجرت صحيفة حبر حواراً مع وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور جهاد الحجازي للحديث عن انعكاسات الزلزال على العملية التعليمية في المحرر وجهود الوزارة للتقليل منها ومساعدة المعلمين والطلاب على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
وفي بداية الحوار قال الدكتور جهاد: نحن في وزارة التربية والتعليم نتوجه إلى شعبنا المنكوب في المناطق المحررة بكل التعازي ومشاعر الحزن والأسى ، ونخص بالتعزية المعلمين والمعلمات الذين فقدو أبناءهم وذويهم نتيجة الزلزال، كما أترحم على أرواح من استشهد في هذه الكارثة من الكوادر التربوية والطلاب واسأل الله أن يرحمهم ويتقبلهم مع الشهداء في جنات النعيم، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
مواجهة أضرار الزلزال على العملية التعليمية
وحول الأضرار التي لحقت بالقطاع التعليمي قال الدكتور جهاد الحجازي: في الحقيقة الكارثة كانت كبيرة وهي بالطبع أكبر من إمكانيات المنطقة التي تعاني بالأساس من تبعات النزوح والتهجير خلال سنوات الثورة السورية، وقد استنفرت الحكومة السورية المؤقتة جميع كوادرها وشكلت لجنة الطوارئ واللجنة الحكومية لإدارة المساعدات وكانت وزارة التربية والتعليم عضواً في اللجنتين، وانطلاقاً من الشعور بالمسؤولية قامت الوزارة منذ اليوم التالي للكارثة بتشكيل فريق عمل ميداني وتوجه الفريق فورا إلى المناطق الساخنة الأكثر تضرراً في ريف عفرين وجنديرس ونقاط أخرى في ريف حلب الشمالي، وكان الهدف تقديم رؤية أولية لواقع المدارس ونسبة الضرر الحاصل في الدارس، وكان هذا متاحا في اليوم التالي للكارثة حيث تم الوقوف على أوضاع المدارس في جنديرس وريف حلب الشمالي، كما تم الطلب من مديريات التربية الأربعة ( تربية ادلب – تربية حلب – تربية اللاذقية – تربية حماة ) العمل على مسح الأضرار وتقديم تقارير إلى الوزارة حول واقع المدارس والأضرار الناجمة لقطاع التربية بشكل عام.
وأضاف الدكتور: تتوفر لدينا إحصائيات أولية عن أوضاع المدارس غير أن الحصول على احصائيات دقيقة حول عدد الضحايا من الكوادر التربوية والطلاب كان صعبا للغاية خاصة مع انقطاع الدوام ، رغم ذلك استطعنا إصدار أول إحصائية أولية بعد مضي ثلاثة أيام على وقوع الزلزال وتم تحديثها يوم الخميس الفائت وبينت الإحصائيات أن عدد المدارس المتضررة في شمال غرب سوريا كان حوالي 392 مدرسة ، منها 11 مدرسة خارج الخدمة وأن حوالي 48 مدرسة تحولت لمراكز إيواء ، كما بينت الإحصاءات أن عدد الشهداء من قطاع التربية بلغ 68 شهيدا وعدد المصابين حوالي 79 بين مدرس ومدرسة أما الطلاب فقد بلغ عدد الشهداء منهم 626 شهيداً والمصابين تجاوز عددهم الألف طالب وتركز الضرر الأكبر في مديرية تربية ادلب وذلك للضرر الكبير الذي حدث في منطقتي حارم وسلقين وسرمدا وفي منطقة جنديرس وعفرين في ريف حلب الشمالي.
أما بخصوص المدارس التي تحولت إلى مراز إيواء فعددها ليس بالكبير وهي حوالي 48 مدرسة يتم العمل حاليا على نقل قاطنيها إلى مخيمات مع توفر الخيم حاليا، وسوف تعود هذه المدارس لكي تؤدي عملها قريبا إن شاء الله.
آثار نفسية على الطلاب وإمكانية تأجيل امتحان الشهادتين
ولفت الوزير إلى الآثار النفسية للزلزال على الطلاب حيث تدرك الوزارة هذا التأثير ونعلم أن الصدمات الناتجة عن هذه الكارثة ليست سهلة وأن الطلاب يحتاجون إلى إجراءات لتلافي آثارها وعلاجها ، ولذلك تدرس الوزارة إمكانية تأجيل الامتحان لمدة شهر تقريباً وسوف تصدر التعليمات الناظمة لذلك إن شاء الله.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
كما تعمل الوزارة حالياً على توقيع اتفاقية مع الجمعية السورية للصحة النفسية وهي مكونة من عدد من علماء الصحة النفسية وعلم النفس السوريين الذين تم الاتفاق معهم على إعطاء سلسلة من المحاضرات للمعلمين عبر النت لتعليمهم سبل التعامل السليم مع الطلاب عقب عودتهم إلى المدارس.
صندوق التعليم لا ينتظر يقدم منحة للطلاب المتضررين
وبخصوص إطلاق “صندوق التعليم لا ينتظر” حملة لجمع تبرعات للطلاب المتضررين من الزلزال قال الدكتور حجازي: نرى أنها خطوة جيدة يمكن أن تخفف من وطأة الكارثة ونسعى لأن نكون من المساهمين في هذه المبادرة ولكن أعتقد أن نجاح أي منحة اليوم يبقى مرتبطاً بطرق وآلية التوزيع، وبالتالي أعتقد أنه من الضروري أن يكون لوزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة الدور المهم في عملية التوزيع لامتلاكها الإحصائيات والكوادر المؤهلة وقدرتها على تحقيق العدالة في التوزيع من خلال الحوكمة الجيدة الموجودة لقطاع التربية بكل مفاصله.
رسالة إلى المنظمات العاملة والداعمة للعملية التعليمية
ووجه الوزير رسالة إلى المنظمات قال فيها: تشكر وزارة التربية الجهود المبذولة من قبل هذه المنظمات لتخفيف الكارثة والمساعدة في تخطي آثارها، لكن في الحقيقة أقول أن حجم الكارثة يجب أن يدفع الجميع إلى تخطي أسلوب العمل الفردي الذي غالباً ما كان السبب في تشتيت الجهود وأدعوهم إلى عقد مؤتمر في الداخل السوري من أجل تحديد الاحتياج ووضع خطة عمل وتنسيق الجهود حتى نحقق الاستعمال الأفضل للموارد ونستفيد من طاقات الجميع.
التعليم عن بعد وسيلة لاستمرار التعليم
وطبعا معلوم لدى الجميع تعليق الدوام في المدارس وانقطاع الطلاب، وبالتالي رأت الوزارة أنه من الضروري تأمين بديل إسعافي لتلافي حدوث فجوة كبيرة وانقطاع في العملية التعليمية، فبادرت الوزارة إلى تفعيل اتفاقية تعاون من مبادرة مسارات للتعليم عن بعد وهي مبادرة رائدة ومشهود لهم بإتقان العمل في التعليم عن بعد والحصول على جوائز في هذا المجال حيث تم الاتفاق على تسجيل الطلاب بشكل مجاني للشهادتين الإعدادية والثانوية والاستفادة من الدروس المسائية التي تقدمها المنصة الخاصة بمسارات لتمكين الطلاب من الاستمرار في جو الدراسة وعدم الانقطاع، واعتقد أن هذا معمول به في العديد من دول العالم التي تشهد كوارث وأزمات من هذا النوع .