حول وثيقة الهوية السورية التي أصدرها المجلس الاسلامي السوري

فراس مصري

0 868

 

أصدر المجلس الإسلامي السوري وثيقة أسماها (الهوية السورية)، وذلك في بيان رسمي نشره على موقعه يوم الإثنين الماضي 8/2/2021م

هذه الوثيقة أثارت العديد من ردات الفعل لدى السوريين، خاصة المعارضين منهم على اختلافهم وتنوعهم.

وفي هذا السياق رأيتُ من المناسب توضيح وجهة نظري من باب الأمانة، فأنا بصفتي مُنتمٍ للمكوّن السوري الأكبر في سورية، أعدُّ المجلس الإسلامي السوري مرجعًا ومرجعية لثقافتي، وأجمل هذه التوضيحات فيما يلي:

1 – المجلس الإسلامي السوري مؤسسة دينية مرجعية لنسبة تفوق 80% من المجتمع السوري، ولها الحق في تبيان وجهة نظرها في الدين والسياسة والمجتمع والهوية والعقد الاجتماعي، لأنها ومن يتبعوها من شرائح المجتمع ليسوا كيانًا علمانيًا ليطلب منها عدم التدخل في غير شأنها، إذ إن كل ما ذُكِر شأنها وحدها.

2 – يتداخل في السياسة والعقد الاجتماعي جميع الفئات والاختصاصات بحكم الظروف الخاصة بالثورة السورية، وقد وصل حال السوريين لأن يَعقِد لهم مجلس الكنائس العالمي ورشات عمل حول العيش المشترك فيما بينهم، فهل حلال على هؤلاء وحرام على المجلس الإسلامي السوري فعل ذلك؟!

اقرأ أيضاً: متغيرات السياسة على الإيقاع الأمريكي في الشرق الأوسط

3 – إن الوثيقة الصادرة تعبِّر عن رؤية المجلس الإسلامي السوري التي يراها هو صالحة لكل السوريين، وهذا لا يعني أن تبنيها ملزم للجميع، وهي ليست فتوى شرعية.

4 – بالنسبة إلى من استغرب توقيت صدور الوثيقة، فهذا أمر عجيب، مالك ومالهم؟! فليصدر المجلس الإسلامي السوري ما يشاء ومتى يشاء، لأن المُعترض على توقيت صدور الوثيقة لم يعترض على مئات الوثائق التي تصدر يوميًا من مراكز دراسات ودول ومؤسسات دولية من آراء تخص العقد الاجتماعي أو الدستور أو الهوية للسوريين، لم نرَ مستنكرًا لوثيقة أنتجها مركز الدراسات الكردية الأوربية أثناء انعقاد اللجنة الدستورية تقرر فيها علمانية الدولة وتطالب بالاعتراف بالأزيدية دينًا رسميًا في سورية، ولم يسأل أحد لماذا أصدروا ما أصدروه بذلك التوقيت وهم يتكلمون عن كل سورية والمجتمع السوري!! ولم نر متسائلاً ما الذي يجعل مجلس الكنائس العالمي للعمل على وثيقة عيش مشترك للسوريين في زمان وظروف اختارها هو!!

5 – أنتقد بلطف غيابَ بعض الأمور عن الوثيقة الصادرة عن المجلس الاسلامي السوري، وأظن أنه كان مفيدًا توضيح كامل الصورة لهوية الدولة السورية وعلاقتها بالإسلام ووضع محددات عقد اجتماعي سوري من وجهة نظر إسلامية تضمن للهوية، كونهم جهة متخصصة بقضايا الإسلام، وأرى أنه من المفيد الشروع بمشروع جاد في هذا المجلس الكريم لإصدار وثيقة محددات العقد الاجتماعي السوري بالتشاور مع كافة مكونات الشعب السوري ليكون الرائد لهذا المشروع.

6 – بالنسبة إلى ما ذُكر بخصوص اللغة العربية فقد قرأته من حيثية أنها لغة القرآن، وهذا طبيعي لجهة إسلامية، وهم لم يتطرقوا إلى إقصاء لغات أخرى، بل كان تقرير واقع للغة الأكثرية، ولا يتعارض مع وجود وأثر باقي اللغات في الحضارة السورية، وكنت أتمنى عليهم أن ينتبهوا لهذه القضية ويتحدثوا عن البعد الثقافي المهم لتعدد اللغات وأثرها في صياغة هوية المجتمع إلى جانب اللغة العربية.

7 – لا أجد فهمًا للاعتراض على كون سورية جزء من العالمين العربي والإسلامي، فهذا واقع توصيفي ولا يحتاج إثبات.

8 – وأخيرًا سررت لأثر ما يصدر من المجلس الإسلامي السوري وردود الفعل عليه، سواء كانت غاضبة أو راضية، فهذا تكليف إضافي لهذا المجلس أنه يمكن أن يكون فاعلاً ومؤثرًا بشكل أكبر في القضايا الكبرى للسوريين.

حياكم الله..

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط