أطباء بلا حدود: التصعيد العسكري يفاقم الوضع الإنساني شمال غرب سوريا

1٬571

أصدرت منظمة أطباء بلا حدود بياناً قالت فيه إنه: منذ 3 تشرين الأول/أكتوبر، أدى التصعيد في الأعمال العدائية شمال غرب سوريا إلى خسائر فادحة في صفوف سكان المنطقة، كما ألحق عواقب مدمّرة على المرافق الصحية.

وأفادت التقارير عن نزوح ما لا يقل عن 78 ألف شخص، في حين أنّ جهود تقديم المساعدات مُعرقلة حاليًا بسبب الأعمال العدائية المستمرة. ووفقًا للسلطات الصحية المحلية، قُتل ما لا يقل عن 46 شخصًا وأصيب 279 آخرون من بينهم نساء وأطفال. وقدّمت المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود العلاج لستين جريحًا، من بينهم امرأتان، وتوفي هناك خمسة أشخاص.

هجمات تهدد المرافق الصحية

ولم تسلم المرافق الصحية من قصف قوات الحكومة السورية أيضًا. وتعرّضت ثلاثة مستشفيات في إدلب للقصف، وهي المستشفى الجامعي، والمستشفى الوطني، ومستشفى المحافظة، وأثر ذلك على قدرتها على العمل وأخرجها عن الخدمة بشكل جزئي.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

تقول رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في شمال غرب سوريا، سهام حجاج، “هذه الهجمات غير مقبولة ولها عواقب كارثية على الأشخاص المستضعفين والنظام الصحي الهش أساسًا في شمال غرب سوريا، وهي مدانة بأشد العبارات. على جميع الأطراف المتحاربة احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية الناس والبنية التحتية المدنية والمرافق الطبية”.

توقّف كذلك قرابة 19 مستشفى في إدلب وغرب حلب عن تقديم الخدمات غير الأساسية وأصبحت الآن مخصصة لرعاية الحالات الطارئة فقط، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية. وتحثّ السلطات الصحية المحلية على الاستخدام الفعال للطواقم الطبية وإشراك الاختصاصيين في مستشفيات الإحالة الرئيسة في إدلب والأقرب من خط المواجهة.

اقرأ أيضاً: شركة (AK ENERGY) تنشر إحصائية السرقات وتطالب بالتعويض

ويقول مدير الأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود في إدلب، أبو محمود الحمصي*، “نحن على تواصل مع المستشفيات والمرافق الطبية الموجودة على خطوط المواجهة، وقد أُبلِغوا بأننا على استعداد تام لاستقبال المرضى المحالين منها”.

قصف مخيمات النازحين

قُصِف مخيم الصناعة للنازحين في دارة عزة، حيث كانت أطباء بلا حدود تدير أنشطتها في المجتمع المحلي. وتمّ إجلاء النساء والأطفال من المخيم إلى مناطق أكثر أمانًا. ومع ذلك، فإنّ الظروف في هذه المناطق صعبة للغاية بسبب نقص الخدمات الأساسية مثل المياه والمراحيض والغذاء والمأوى، كما أن ظروف الاكتظاظ تفاقم من الصعوبات.

وفي هذا السياق، أوصلنا الأدوية والإمدادات إلى مراكز استقبال النازحين المتعدّدة في المنطقة على غرار مشهد روحين وترمانين وكفر بني، وتبرعنا كذلك بأكياس نقل الدم لبنك الدم في الأتارب.

عملنا كذلك على تأمين الأدوية والمستلزمات الجراحية وغيرها من الإمدادات لخمسة مستشفيات ونقطتَيْن طبيتَيْن في إدلب، فضلًا عن الدعم اللوجستي لمستشفى أطمة الخيري.

الموارد محدودة أساساً

وتضيف حجاج، “يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين القدرات الجراحية وخدمات رعاية الإصابات البالغة في إدلب، فهذه الموارد محدودة أساسًا في المنطقة. وهذا أمر ضروري لتوفير الرعاية للمصابين في الحرب، فضلاً عن التعامل مع الآثار طويلة المدى لزيادة التلوث بالمتفجرات في المناطق المأهولة بالسكان”.

وفي مدينة أريحا، حيث تسبب القصف المدفعي والصاروخي في وقوع وفيات وإصابات عديدة، قدّمت أطباء بلا حدود، بالتعاون مع شركاء محليين، الرعاية الأساسية لأربعة جرحى في أحد المراكز الصحية في المدينة، بينما أُحيل آخرون إلى مستشفيات في إدلب للحصول على علاج إضافيّ.

لن تؤدي دورة العنف الجديدة هذه إلى سوى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أساسًا في شمال غرب سوريا نتيجة لأكثر من عقد من الحرب. تلتزم أطباء بلا حدود بتقييم الاحتياجات الطبية والإنسانية للمجتمعات المتضررة، وسنواصل تقديم الرعاية الطبية المنقذة للحياة لم هم في أشد الحاجة إليها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط