ارتفاع منسوب نهر العاصي يهدد مخيمات النازحين في ريف إدلب الغربي

قصي أحمد

0 1٬314

تتميز بلدة دركوش في الريف الشمالي لجسر الشغور الواقعة بريف إدلب الغربي، بالأراضي الزراعية الخصبة كزراعة الحمضيات مثل الرمان والليمون، نظرًا لمرور نهر العاصي من وسطها.

إلا أن السكان حاليًا قلقون من ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي وغمره الأراضي الزراعية التي تعدُّ مصدر رزقهم الوحيد، فضلًا عن إغراق المخيمات الموجودة، وكل تلك المخاوف نتيجة العاصفة المطرية التي رفعت منسوب المياه في النهر.

سكان مخيم الشيخ عيسى يناشدون

وأطلق سكان مخيم (الشيخ عيسى) نداءات للمنظمات الإنسانية والجهات المعنية لتحسين ظروفهم الصعبة وواقعهم الأشد قسوة في مخيمات النزوح، حيث يواجهون شتاءً قارسًا اجتاحت أمطاره مخيماتهم بعد أن عاشوا ليلة عصيبة منذ أيام نتيجة تسرب المياه والوحل إلى داخل خيمهم.

مدير المخيم (جلال أبو أحمد) أفاد أن “المخيم يضم ما يقارب  ٩٠ عائلة خيامهم مبنية على ضفة نهر العاصي، ومعظمهم نازحون من جبل الزاوية وريف حماة، والمخيم مهدد بالغرق بحال فتح (سد قرقور).” ولا يوجد ملجأ بديل كما ذكر جلال أبو أحمد.

اقرأ أيضاً: بعد المجزرة المروَّعة.. قائد شرطة عفرين: “أطراف إرهابية تستهدف المدينة”

وبحسب ما نقله لنا (حسين أبو محمد) أحد النازحين من قرى ريف حماة المقيمين في مخيم (الشيخ عيسى) غرب إدلب، فقد تضرر بعد العاصفة المطرية التي تسببت بتسرب المياه إلى داخل الخيم التي تفتقر العزل الداخلي ورفع أرضيات الخيم، إلى تلف ما تبقى من أمتعتهم الشخصية، ووقفوا عاجزين عن فعل شيء، وأردف حسين: “حاولت مساعدة عائلتي بتحصين الخيمة بوضع الحجارة والسواتر الترابية خارجها لعلها تخفف من معاناتهم التي تتكرر كل شتاء، لا سيما الخوف من غرق الأراضي الزراعية.”

كما ذكر حاجتهم لمواد التدفئة والغذائية، وحاجتهم لخيم بديلة كون الخيم الحالية باتت مهترئة بعدما جرفتها الأمطار الغزيرة والرياح العاتية.

الدفاع المدني يوصِّف المشكلة ويتأهب

كما صرَّح (دريد حج حمود) من المكتب الإعلامي للمديرية الغربية للدفاع المدني السوري بقوله: “يمرُّ نهر العاصي في المنطقة الجنوبية الغربية من الشمال السوري في مناطق سهل الغاب وبلدة دركوش وجسر الشغور وريفها، وتضم بعض المخيمات بالقرب من مجراه مثل مخيم (حمام الشيخ عيسى)، وفي حال ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير وعدم فتح فتحات السد بشكل كامل سوف تغرق الأراضي الزراعية بالغاب الأوسط (قبل السد) وقد يتأثر ما يقارب 2500 إلى 3000 نسمة بشكل غير مباشر (غرق أراضيهم) وخسارة محاصيلهم.

وفي حال فُتح السد وصُرفت نسبة من المياه قد تتضرر بعض القرى الواقعة على مسار النهر وخصوصًا الموجودة بين قرية القرقور ومدينة جسر الشغور ومحيط دركوش، حيث تنخفض الأرض وتزداد فرص غمر المنازل بعدة قرى، ويقدر عدد العائلات التي قد تضرر بمخيم (حمام الشيخ عيسى) بـ 90 عائلة، فيما تختلف نسبة الضرر المتوقعة في مدن دركوش وجسر الشغور بحسب ارتفاع المنسوب.”

وذكر (دريد حج حمود) أيضًا إطلاق تحذيرات للأهالي والنازحين من ارتفاع منسوب مياه النهر بسبب فتح بوابات سد القرقور، ودعاهم للابتعاد عن مجرى النهر لحين الانتهاء من تفريغ الفائض من مياه السد، لا سيما بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي، وهذا ما يحدث سنويًا حيث يصبح منسوب المياه عاليًا جدًا.

وختم (حج حمود) أنهم لم يكتفوا بالتحذيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إنما عمل المتطوعون على تحذير السكان بشكل مباشر، وفرقنا رفعت الجاهزية قبل إطلاق التحذيرات، وتم تجهيز فرق الغطس في المنطقة لتكون على أهبة الاستعداد للاستجابة لأي طارئ، كما أن باقي فرق الدفاع المدني السوري جاهزة لأي طارئ أو مساعدة يحتاجها المدنيون.”

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط