افتتاح أول متحف للقطع التراثية الشعبية في الشمال السوري

أميمة محمد

0 550

 

أمضى (إبراهيم صمادي) ابن منطقة حوران جنوب سورية سنوات عديدة من العمل المتواصل في جمع القطع الأثرية والتراثية التي تحاكي ماضي الأجداد العريق، وتجسد حضارة الشعب السوري الأصيل، حتى استطاع وبجهود فردية تحقيق حلمه في ضم المقتنيات الأثرية في متحف أثري هو الأول من نوعه في المناطق المحررة أقيم بمدينة عفرين يوم السبت الماضي.

لمتابعة الأخبار السياسية والمنوعة اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

عندما تدخل إلى المتحف تشتم وأنت تتجول فيه رائحة الأجداد، وتشعر كأنك تعيش في زمن آخر، حيث ترى حضارة عظيمة تضاهي حضارات العالم بقدمها وأصالتها، ويشد انتباهك روعة الصنع المحكم للأدوات التي استخدمها أجدادنا قبل مئات السنين، التي تمثل عدة أحقاب تاريخية، وتعطي رمزية وتراث التاريخ السوري، وتعزز الهوية والأصالة الوطنية، إذ تتعرف من خلالها على الماضي وتعزز لديك الارتباط به، وتذكرك جهود القدامى وحيويتهم.

اقرأ أيضاً: وفاة العلامة السوري مصطفى مسلم رئيس جامعة الزهراء بتركيا

يحتوي المتحف عددًا من الغرف التي تضم مئات القطع التراثية تتمثل في السيوف القديمة، وأدوات زراعية قديمة مثل المناجل والمعاول، وكذلك العديد من القطع الموسيقية كالعود والكمان والربابة غيرها.

وتبرز في المتحف أدوات إعداد القهوة المرة المختلفة، ومنها المطاحن القديمة (المهباج) التي يتجاوز عمرها مئة عام، وكذلك أدوات الطعام التقليدية مثل (المناسف، والدست، وجرن الهاون، وأطباق القش…)، فضلاً عن طاولة الزهر والشطرنج أرابيسك مصري من نوع زجاج الكوارتز (زجاج السيليكا)، بحسب ما أخبرنا به (إبراهيم صمادي).

وأكثر ما يلفت الانتباه ذاك الكم الكبير من القطع النقدية المعدنية والورقية التي تعود لأكثر من قرن من الزمن، وكذلك مجموعة فخاريات وصمديات ومقتنيات متعددة تتعلق بحياة الإنسان القديم، كمناهل المياه والراديوهات التقليدية، فضلًا عن الأسلحة القديمة التي تعود لزمن العثمانيين والفرنسيين.

أعوام في جمع القطع الأثرية:

عندما التقينا (إبراهيم صمادي) صاحب المتحف الأثري أخبرنا بأنه بدأ بجمع تلك القطع قبل أعوام، والهدف الرئيس من تجميعها وحفظها بأنه يريد أن يفعل شيئًا يمكن أن يخبر الجيل الجديد من خلاله عن تاريخ أجداده وتراث الشعب السوري العريق.

مضيفًا بأن لديه هواية منذ صغره في اقتناء القطع القديمة والتراثية، وامتدت معه الرحلة لبعد تهجيره من مدينة درعا في الجنوب السوري خلال سنوات الحرب في الفترة الأخيرة.

وتكمن أهمية المتحف في عرضه للإرث الأصيل والثقافة الثرية لأهل سورية، ويستعرضها عبر العقود الماضية، ويؤكد العادات والتقاليد العربية الكريمة، ويزرع قيم التمسك بها كإرث من الأجداد، ومصدر فخر واعتزاز للأجيال.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط