سلَّط الإعلام الروسي الأضواء على عدم اعتراف تركيا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، بل عدَّها الرئيس التركي أردوغان جزءًا من تركيا.
ففي مقال للكاتبة نتاليا ماكاروفا بصحيفة “فزغلياد” رأت أن كلمة أردوغان أمام الجمعية العامة للمم المتحدة خطيرة على مستقبل العلاقات مع روسيا.
وعدَّت الكاتبة نتاليا عدم اعتراف أردوغان بضم شبه جزيرة القرم وتأييده للحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية بما فيها حقوق تتار القرم.
واستشهدت بكلام مدير معهد الشرق الأوسط بموسكو (يفغيني ساتانوفسكي)” بأن أردوغان يعدُّ القرم جزءًا من تركيا، وينتظر انهيار روسيا كما انتظر من قبله (كمال أتاتورك) انهيار الاتحاد السوفيتي.
وفي مقال آخر كتب كيريل كريفوشييف، في صحيفة (كوميرسانت) أن تركيا تحدث خلال هذا الأسبوع مرتين عن القرم، وأضاف: ” خارجية تركيا لم تعترف بانتخابات مجلس الدوما في شبه جزيرة القرم” وأعاد أردوغان تأييد كلام خارجيته في الأمم المتحدة.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
تعقيدات الملف السوري:
وأشار الكاتب لتضارب المصالح ” في وقت ينتظر فيه الرئيس بوتين زيارة مرتقبة لأردوغان لمدينة سوتشي الروسية لبحث العلاقات بين الدولتين”.
وأضاف أن الخبراء الأتراك الذين التقتهم الصحيفة الروسية يرون أن الأمر مجرد صدفة لتزامن انتخابات مجلس الدوما مع اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل ذهب أن موسكو وأنقرة لديهم دومًا لغة مشتركة، وتركيا لم تفرض عقوبات على جزيرة القرم كباقي الدول الأوروبية، ولم تفتح مجالها لطيران الاستطلاع الأمريكي.
ورجَّح الكاتب سيناريو الملف السوري، الذي تبحث أنقرة عن حل يضمن عدم تدفق اللاجئين إليها بسبب نزوحهم من إدلب تحت وطأة القصف الروسي، وكلام أردوغان عن القرم قبل لقاء سوتشي المنتظر ورقة ضغط لضبط الأوضاع في الشمال السوري.
كاتب تركي يكشف عن رسالة من بشار الأسد إلى المعارضة التركية لإعادة اللاجئين
إمبراطورية عثمانية:
وبالعودة لمقال ناتاليا، يرى يفغيني ساتانوفسكي أن ” أردوغان يعمل بنشاط على بناء إمبراطورية عثمانية جديدة، ويحقق نجاحات في هذا المنحى”.
و “يكفي أن ننظر إلى إعلان شوشا للتحالف، الموقَّع في 15 يونيو من هذا العام، بين أذربيجان وتركيا”.
وبيَّن أن ” الكتب المدرسية التركية تشير إلى أن العالم التركي يمتد من المجتمعات التركية في أوروبا إلى المحيط المتجمد الشمالي، وعليه فمناطق (ياقوتيا، وألطاي، والبايكال) هي أيضًا عالم تركي، وروسيا مسجلة هناك فقط في منطقة الفولغا”.
وختمت ناتاليا: ” أردوغان أدلى اليوم بتصريح واضح وقال: إن القرم ليست روسيا، لم يقل بعد إن شبه جزيرة القرم تركية، لكنه سيقول ذلك غدًا”.
التصريحات الروسية ليست بجديدة وكثيرًا ما تبنتها دول أخرى مدعيةً مطامع أردوغان بإعلان إمبراطورية عثمانية تعيد الخلافة الإسلامية، لكن تلك التصريحات تعكس تخوف روسيا غير المعلن من نشوء قطب عالمي جديد يمنع التوسع الروسي، فالشرق الأوسط وأيضًا شرق أوروبا.