الملاكم المنشق عن نظام الأسد (حيدر وردة) يحصد بطولات عالمية للمحترفين

غسان دنو

0 2٬860

 

يستمر الملاكم السوري (حيدر وردة) بحصد الألقاب العالمية في ألمانيا رغم بلوغه 38 عامًا، متفوقًا على منافسِيه الشباب، ورافعًا علم الثورة السورية، فمن هو (حيدر)؟ وكيف وصل إلى ألمانيا لاجئًا؟ وما طموحه؟

صحيفة حبر التقت الكابتن (حيدر) الذي حدثنا عن حياته الرياضية وأبرز محطاتها خلال أكثر من 20 عامًا قائلاً:” اسمي (حيدر رياض وردة) من مواليد مدينة حمص حي باب السباع، أنا لاعب سابق في نادي الشرطة ومنتخب سورية لقرابة 10 سنوات، قبل أن أنشق عن نظام الأسد مطلع الثورة المباركة”.

وعن أبرز البطولات التي حققها حدثنا بقوله: ” حققت العديد من الألقاب المحلية والعربية، وكذلك على صعيد قارة آسيا وأوروبا خلال تمثيل منتخب سورية، منها في إيطاليا وتركيا وبلغاريا وإيران وكازخستان لعامي 2008 و2009 قبيل الثورة”.

ويتابع عن بطولاته بعد الثورة: “تعرضت لإصابة خلال وجودي بحمص بداية الثورة، وذهبت برحلة للعلاج في الأردن، وتوقفت بعدها مدة خمس سنوات، قبل أن أعود للعب في ألمانيا عام 2016، وبعد أن استعدت لياقتي بدأت بحصد الألقاب التي لم تكن سهلة مطلقًا.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

خلال وجودي بالأردن أعلنت انشقاقي عن نادي الشرطة التابع لوزارة داخلية الأسد بعد أن ظهر معدن الشرطة الحقيقي بقمع التظاهرات واعتقال الشعب، وكشفت أنني سأعود للعب ممثلاً الثورة ورافعًا لعلمها في المباريات، وكنت ضمن أول انشقاق رياضي جماعي برفقة الحارس الشهيد عبد الباسط الساروت وبإدارة الكابتن مطيع النكدلي”.

العمر مجرد رقم والهدف يحتاج جهدًا:

وعن استمراره باللعب رغم تقدمه بالسن يقول: “العمر مجرد رقم، وطالما تمتلك القدرة والهدف بإمكانك النجاح وصناعة حلمك مهما كان بالإصرار والعمل، والنجاح ليس سهلاً، حيث تعرضت للعديد من الصعوبات منها حاجز اللغة الألمانية الصعبة، وأيضًا للاستغلال من قبل الأندية في بداية مشواري، فمنها من منعني من اللعب حتى لا أكون ضد خصم ما، إلى أن وجدت المدرب والنادي الذي يرعاني.

وبعد أن أثبت جدارته تغيرت الظروف، وأوضح أن “الاتحاد الألماني بدأ يدفع بي نحو البطولات الأوربية والعالمية المحترفة، والاحتراف في سورية كان ممنوعًا على اللاعبين.

حققت بطولات عديدة بألمانيا حيث أُقيم، وكانت متنوعة بين الملاكمة والكيك بوكسينغ، وآخر ثلاث بطولات بالاحتراف كانت في الأعوام 2019-2020-2021، وجميعها كسبتها بالضربة القاضية ولله الحمد”.

علم الثورة يمثلني ولكن!

وأردف حيدر بحديثه: “البطولات التي حققتها هنا جعلتني محط أنظار الجميع، نادي الشرطة واتحاد الملاكمة التابع للنظام تواصل معي محاولاً استعادتي لأمُثِّله لكني رفضت.

اللجنة الأولمبية واتحادات تدَّعي تمثيل الثورة وأراهم متسلقين عليها، أيضًا دعوني ورفضت الانضمام، أتمنى وجود جسم رياضي ممثل حقيقي للثورة السورية لألعب باسمه، لكنهم كلهم يستغلون نجاحات الرياضيين في بلاد اللجوء لتحقيق مكاسب شخصية، وأنا لا أعترف إلا بمن يكون بالداخل السوري المحرر ويُشكل جسمًا رياضيًا.”

أحمد أبو الغيط يناقش تطورات الأوضاع في سورية مع الائتلاف الوطني

وذكر وردة عدة أشخاص منهم (مهدي الزعبي، وأحمد مشلح، ومحسن عبيد، وإبراهيم سندة، وصلاح غزال) وعدَّ من يكون بالداخل السوري ويعمل على رفع سوية الألعاب الفردية كالملاكمة وغيرها أحق بقيادة اتحاد رياضي حر، لأنهم لم يتلقوا أي دعم ويعتمدوا على مجهودهم الشخصي.

ما هو حلم حيدر وردة؟

الكابتن حيدر تُوِّج منذ أسبوع ببطولة الملاكمة العالمية للاحتراف التي أُقيمت في مدينة زار بروكن الألمانية، حيث واجه اللاعب البوسني سمير موجاكوفيتيش البالغ من العمر 21 عامًا وهزمه بالضربة القاضية.

وفي نهاية حديث الكابتن حيدر معنا قال: “أخطط بعد سنتين من الآن أن أفتتح ناديًا خاصًا في ألمانيا وأدرّب فيه اللاجئين العرب والسوريين، ليخرج جيل جديد صاعد ويكونوا أبطالاً يلعبون باسم الثورة السورية.” مشيرًا إلى أنه حاليًا ملتزم بأجواء الاحتراف التي دخلها مؤخرًا، ويتابع بإنجازاته التي يدعمهما الاتحاد الألماني.

 

واقع الألعاب الفردية بالمناطق المحررة:

التقينا أيضًا الكابتن (مهدي الزعبي)؛ ليحدثنا عن عدم دعم اللاعبين في دول الاغتراب، حيث أوضح أنه” لا يوجد بالداخل السوري اتحاد عام يستطيع دعم لاعبيه حتى نستطيع دعم من هم خارجه.

نحن هنا شكلنا اتحادًا للملاكمة نعدُّه محليًا من عدة أشخاص للاستمرار بهذه الألعاب وصقل خبرات واكتشاف لاعبين محليين.

واتحاد الملاكمة الذي نشرف عليه حاليًا مبادرة فردية منذ ثلاث سنوات غير تابعة لأي حكومة أو جانب ما، وأي نشاط نقوم به كل تكاليفه من جيوبنا الخاصة.”

وأضاف: “على سبيل المثال شاركنا مؤخرًا ببطولة محلية أُقيمت في أعزاز ضمن رياضة القوة البدنية (بناء الأجسام)، لكن بشكل فردي ضمن سلسلة نوادي (ستار جيم) التي أملكها في سرمين ودركوش بالمناطق المحررة، وحققنا بها نتائج جيدة وحصدنا ميداليات بالمركز الأول، لكن دون تمثيل لأي اتحاد.

وأيضًا المناطق الأخرى (عفرين-أعزاز) تعمل كتشكيلات واتحادات لعبة فردية دون تبعية لأحد، رغم أن اتحاد أعزاز كان ضمن اللجنة الأولمبية السورية، لكنه انفصل عنها بسبب عدة وعود لم يتحقق منها شيء.”

وعن مستوى اللاعبين في المحرر أكد الكابتن مهدي وجود خامات على مستوى العرب وآسيا، لكن لا يوجد إمكانية لمشاركتهم خارج المناطق المحررة لعدم وجود اتحاد رياضي معترف به يهيئ الظروف لمشاركتهم.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط