المدينة الصناعية الوسطى في مارع نافذة جديدة للاقتصاد

رفيقة الصيداوي

بعد غياب طويل للنشاط الاقتصادي والتجاري في مناطق الشمال السوري المحرر تشهد المنطقة حركة ملحوظة متمثلة في سعي المجالس المحلية مدعومة من قبل السلطات التركية بإنشاء مدن صناعية معزولة عن التجمعات السكنية لتحقيق بيئة عمل صناعية نموذجية مناسبة للنهوض بالمنطقة اقتصاديا.

ففي منطقة مارع أطلق المجلس المحلي في عام 2021 مشروع المدينة الصناعية الوسطى الذي يعد من أضخم المشاريع المستحدثة في الشمال، حيث يمتد على مساحة 128000 متر مربع ويضم 326 مقسم صناعي بالإضافة إلى مبنى للإدارة ومستوصف ومسجد ومركز للتدريب المهني لتعليم الشباب الحرف الموجودة ومركزاً للإطفاء، مع تأمين البنية التحتية للمنطقة وذلك بإنشاء طريق رئيسي بعرض 36م يسمح للشاحنات الكبيرة بالحركة بسهولة وطرقات داخلية بعرض 20م كما يضم إنشاء خزان رئيسي للمياه سعة 100متر مكعب مع تأمين تغذية المنطقة بالكهرباء.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وفي لقاء مع المهندس الإنشائي في شركة أوركيدا المنفذة محمد خير الشيخ النجار صرح بأنه تم الانتهاء من إنجاز خزان المياه الرئيسي ومبنى الإدارة وعدداً لا بأس به من المقاسم الصناعية فيما العمل مازال مستمراً.

هذا وقد زار والي كلس المدينة أكثر من مرة وأشاد بالعمل الجاد ووعد بتقديم تسهيلات لإنجاح المشروع.

 

وفي حديث مع رئيس المجلس المحلي صالح عباس أفاد بأن الهدف من هذا المشروع هو إتاحة الفرص للمستثمرين السوريين سواء في الشمال السوري أو في تركيا بإقامة مشاريع اقتصادية وتجارية تؤمن متطلبات السكان في المحرر بعد انقطاع دام لسنوات نتيجة الحرب، إضافة إلى استقطاب الأيدي الماهرة والحرفيين من النازحين وتأمين فرص عمل لهم مما يسهم في رفع المستوى المعيشي للسكان والذي بدوره يؤدي للاستقرار في المنطقة اجتماعياً واقتصادياً وحتى سياسياً وأمنياً، وهو ما ينجم عنه لاحقاً وقف حركة الهجرة إلى تركيا من جهة والتشجيع على العودة الطوعية للاجئين إلى الوطن من جهة أخرى.

وزارة الخارجية التركية تصدر بياناً حول تصريحات أوغلو الأخيرة

والجدير بالذكر أن قرب المدينة الصناعية في مارع من الحدود التركية يعطيها ميزة جيدة للتصدير والاستيراد بتخفيض تكاليف التصنيع والإنتاج حيث تعتبر تركيا بالنسبة للشمال السوري هي شريان الحياة والمنفذ الوحيد نحو العالم الخارجي.

وبالمقابل تستفيد تركيا من وجود مثل هذه المدن الصناعية من خلال تصديرها للمواد الأولية التي تدخل في الإنتاج، كما أنها تساهم في دعم البنية التحتية اللازمة لإعادة الإعمار مستقبلاً، ومما لا شك فيه أن لتركيا نصيب من هذه العملية نظراً لثقلها السياسي في القضية السورية.

أعزازإدلبالمدن الصناعية في الشمال السوريالمنطقة الصناعيةالمنطقة الصناعية في مارعرفيقة الصيداويريف حلبسوريامارع