لقاحات البلازميد الحمض نووية: أين نحن الآن؟

ترجمة أنس آغي – فريق إيضاح

ملخص

قام الباحث غفاريفار في عام 2018 بكتابة ورقة بحثية تستعرض تاريخ اللقاحات الحمض نووية. نستعرض في هذه الترجمة أبرز ما جاء في المقال المنشور في مجلة “Drugs of Today”.

تمثل اللقاحات الحمض نووية الجيل الثالث من اللقاحات. تلعب تقنية الحمض النووي المؤتَلَف دورًا مهمًا في إنتاج هذا النوع من اللقاحات. يقوم مبدأ عمل اللقاحات الحمض نووية على زيادة إدخال وترجمة الحمض النووي في الخلية وتنشيط الخلايا التائية CD4+ وتحسين كل من تحريض الخلايا التائية اللمفاوية السمية وإنتاج الأجسام المضادة. تعتبر اللقاحات الحمض نووية آمنة على البشر مع وجود بعض الآثار الجانبية، كما أن مناعيتها يمكن تحسينها عن طريق استخدام مساعدات وأنظمة توصيل مناسبة. مؤخرًا، تم تطوير الاستراتيجيات لزيادة فعالية اللقاحات الحمض نووية من خلال التثقيب الكهربائي واستخدام السيتوكينات والنواقل والجسيمات الشحمية والأجسام النانوية المطورة وراثيا. في العقد الأخير، تم إحراز تقدم كبير في مجال اللقاحات الحمض نووية؛ إن استراتيجيات استخدام اللقاحات الحمض النووية مع إضافة مساعدات وراثية ترفع الاستجابة المناعية وتخفض الجرع. إن فعالية اللقاح تتأثر بطريقة التحصين، مع كون حقن البلازميد داخل الجلد أكثر فعالية من الحقن العضلي أو تحت الجلد حتى عند تطبيق جرعات مخفضة. إن اللقاحات الحمض نووية فعالة على البشر ضد الأمراض المعدية وأمراض الحساسية وحتى السرطان. توضح المراجعة هذه التي بين أيديكم الوضع الحالي للتحصين باستخدام الحمض النووي في المجال الطبي.

مزايا اللقاحات الحمض نووية

إن للّقاحات الحمض نووية قدرة على تحفيز المناعة والحصانة ضد العدوى قبل أن تكون معدية، كما أن لها قدرة على تحفيز كل من الجهاز المناعي الخلطي والخلوي. لأن تحصين الحمض النووي ينتج مستضدات طويلة الأمد، فإنه يحفز استجابات مناعية ذات آماد طويلة. لا ينتج حقن اللقاح الحمض نووي أجسام مضادة لخلايا الناقل المستقبِلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن اللقاحات الحمض نووية أقل خطرًا من اللقاحات الاعتيادية وأكثر أمانًا من اللقاحات المعتمدة على أجسام مضعفة (سواء كانت الأجسام فيروسية أو بكتيرية). للقاحات الحمض نووية مزية أخرى مهمة، ألا وهي أنها تحفز MHC (معقّد التوافق النسيجي الكبير) من الصنف الأول والثاني، باعتبار أنها تنشّط عرض مسارات مستضدات MHC من الدرجة الأولى والثانية لتحفيز الاستجابة المناعية للخلايا التائية CD8+ و CD4+. إن البروتين المنتَج بواسطة لقاح حمض نووي داخل الخلية يتمتع بجودة أفضل مقارنة بالبروتين المؤتَلَف، وهو شبيه بالبروتين الأصلي. تقاوم اللقاحات الحمض نووية الحرارة بشكل أكبر من اللقاحات الاعتيادية، وبالتالي فإنها لا تتطلب سلاسل تبريد، كما أنها تتفاعل كمساعدات. باعتبار سهولة اكتساب الحمض النووي ومقاومته للحرارة، فمن الظاهر أن استخدام اللقاحات الحمض نووية مناسب بل ومفضل بشكل أكبر في البلدان الاستوائية – حيث يتطلب نقل اللقاحات البروتينية سلاسل تبريد.

الخاتمة

تتسبب الأمراض المعدية والسرطانات والحساسية بخسائر بشرية ملحوظة، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى معدلات سنوية عالية من الوفيات والإعاقات. لا يقتصر استخدام العقاقير الكيميائية لعلاج الأمراض المعدية على تكاليف باهظة فحسب، بل يؤدي أيضًا في كثير من الأحيان إلى تكوين مقاومة للأدوية. تعتمد استراتيجيات التلقيح الشائعة على أجسام مضعَفة أو ميْتة؛ كانت هذه الاستراتيجية ناجحة فقط في حالات قليلة، ولكنها غير مناسبة ضد كثير من الكائنات الدقيقة ذات المستضدات المتغيرة ودورات الحياة المعقدة. لذا، يبدو أن تطبيق طرق جديدة – كالتقنيات الجزيئية –  شيئًا أساسيًا لتطوير لقاحات فعالة لمقاومة الكائنات الدقيقة. في السنوات الأخيرة السابقة، أظهرت اللقاحات الحمض نووية نتائج واعدة لتطوير اللقاحات متعددة التكافؤ، كما أنها قدمت طرق فعالة لتحفيز استجابات مناعية خلطية وخلوية محددة. تقود تلك الاستجابات – بحقن بلازميد الحمض النووي في المضيف – إلى تكوين نسخة من الجين في خلية المضيف، وتقديم البروتين المؤتَلَف للجهاز المناعي. إن أهم خواص اللقاحات الحمض نووية هي قدرتها على استخدام الجينات التي تقوم بتشفير أكثر المستضدات فعالية. بهدف تحسين تلك اللقاحات، قام الباحثون مؤخرًا بالتركيز على تصميم متعددة حلقات فعّالة باستخدام أدوات معلوماتية حيوية. إن اللقاحات المناعية الحمض نووية تحفز استجابة مناعية فعالة طويلة الأمد، واستخدامها يعد مناسبًا – على شكل التخصيص – في المناطق الاستوائية لأن ذلك النوع من اللقاحات لا يتطلب سلاسل نقل باردة.

يمكنكم الوصول للمقال الأصلي من هنا

أنس آغيالأمراض المعديةالجيل الثالث من اللقاحاتالسرطانترجمةفريق إيضاحلقاحات البلازميدلقاحات الحمض نووية