انقطاع الدعم عن مركز زردنا الصحي يهدد 40 ألف نسمة

عبد الملك قرة محمد

عبد الملك قرة محمد

تعاني المناطق المحررة شمال سورية من أوضاع صحية صعبة في ظل غياب الدعم عن عدد كبير من المستشفيات وقلة عدد الأطباء نتيجة استهدافهم من قبل نظام الأسد في كل حملة عسكرية.

وبحسب الأمم المتحدة، خلّفت الحرب آثارًا مدمّرة على السوريين: 64% من المستشفيات و54% من مراكز الرعاية الصحية الأولية فقط كانت تقوم بوظائفها بشكل كامل حتى نهاية العام الماضي، ونحو 70% من العاملين في القطاع الصحي تركوا البلاد.

اقرأ أيضاً: شوارع في إدلب تصبح مكب أنقاض.. والبلدية لديها خطة

وتزداد الحاجة للمراكز الطبية في ريف إدلب نتيجة الكثافة السكانية بعد النزوح الأخير وكثرة المخيمات العشوائية التي تساهم في انتشار الأمراض أضف إلى ذلك وجود فايروس كورونا.

انقطاع الدعم عن مركز زردنا الصحي:

مركز زردنا الصحي أحد هذه المراكز التي تخدم منطقة يتجاوز عدد سكانها الـ 40 ألف نسمة يعيش معظمهم في ظروف اقتصادية صعبة نتيجة التهجير وقلة المساعدات الإنسانية.

مدير المركز السيد (مصعب محمد كدع) يقول لصحيفة حبر: “إن مركز زردنا يخدِّم عددًا كبيرًا من المدنيين، إذ وصل عدد المستفيدين في الشهر الماضي 6400 مريض.”

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وأضاف السيد (مصعب) أن “المركز كان مدعومًا من الهلال الأحمر القطري، إلا أنه توقف بسبب شح الموارد، ثم وصلتنا منحة من منظمة الصحة العالمية لمدة ثمانية أشهر من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الضرورية.”

وأكد مدير المركز أن المركز حاليًا غير مدعوم بشكل كامل، ومستمر بتقديم الخدمات بشكل تطوعي مع محاولة تأمين الدعم.

وأشار السيد (مصعب) إلى أن “المركز يضم: عيادة أطفال، وعيادة نسائية، ودار توليد، وعيادة جلدية، وعيادة داخلية، وعيادة الطب العام، وعيادة أسنان، والإسعاف الليلي، وصيدلية مجانية نوفر فيها ما نستطيع من الأدوية لخدمة المدنيين المحتاجين.”

ونوه مدير المركز إلى أنه تم تجهيز المركز بشكل كامل مؤخرًا وهو عبارة عن طابقين فيهما 20 غرفة مجهزة بكافة التجهيزات.

ويعمل في المركز 35 موظفًا، بالإضافة إلى عيادة الدعم النفسي والصحة المجتمعية يتابعون عملهم بشكل تطوعي دون أي مورد، بحسب ما ذكره مدير المركز.

وفي نهاية حديثه حذَّر مدير المركز من استمرار انقطاع الدعم؛ لأن ذلك سيؤدي إلى تقليل الخدمات، وبالتالي التأثير على عشرات الآلاف من المدنيين؛ لأن البلدة لا تحوي أي طبيب فالمركز يحمل عبء الخدمات الصحية كاملةً.

وبلغ عدد الخدمات الطبية التي قدمها مركز الرعاية الصحية الأولية في (زردنا) خلال شهر آذار الماضي 6573 خدمة، تنوعت بين العيادات الداخلية والأطفال والعامة والنسائية والجلدية والأسنان والنفسية، إضافة إلى قسم الإسعاف، كما أجرى المخبر في المركز 1830 تحليلًا متنوعًا، بحسب تصريح لمديرية صحة إدلب.

الجدير بالذكر أن 450 عائلة نازحة تقيم على أطراف البلدة تعاني من مشاكل كبيرة وعديدة، أهمها غياب النقاط الطبية، فيضطر النازحون للتوجه إلى المركز الصحي في البلدة، علمًا أنّه يبعد 3 كيلومترات عن هذه التجمعات.

ويبلغ عدد سكان بلدة (زردنا) نحو 18000 نسمة، وتستضيف ما يقارب 8000 مهجَّر معظمهم من أرياف حلب وإدلب، وتشتهر البلدة بالزراعة، وارتكبت فيها الطائرات الروسية مجزرة مروعة تُعدُّ الأفظع عام 2018 راح ضحيتها أكثر من 50 شهيدًا و100 جريح.

 

أوضاع صحيةالأوضاع الصحية في سورياالمركز الصحي في زردنابلدة زردنازردناسورياشمال سورياعبد الملك قرة محمدنظام الأسد